يلتصق القلم بأصابعي فيفرغ بها شحنات من الحزن والألم، وكأنه يبحث عن عزاء في حروف تتشابك معًا لتروي قصة لا يفهمها سواه.
كلما تألمت أخذت قلمي و أوراقي و كتبت,
و كلما عدت بعد أيام لقراءة ما كتبت، شعرت و كأني أقرأ أوراقا لكاتب مجهول. كيف لهذه الكلمات التي نزفتها من قلبي أن تبدو غريبة عني؟كيف لهذه المشاعر التي عشتها أن تنسلخ عن ذاتي وكأنها تنتمي لشخص آخر؟
من أين يأتي كل هذا الحزن؟ كنت أتساءل في كل مرة أقرأ فيها تلك الصفحات، وقد إمتزجت بعض الكلمات بالدموع إلى أن زال أثرها، وكأن الدموع تحاول أن تخفي الحقيقة عني.
كل مدوناتي كانت تحمل التواريخ و أغلبها تواريخ لا أتذكرها، فتلك الأيام لم تكن مميزة كما يبدو، بل على العكس، كانت أيام عادية جدا، ربما كل ما جعلها مؤلمة هو تصرف جارح أو كلمة قاسية أقدحت في قلبي ألما كالنار.
أحيانا أتساءل: هل أنا حساسة أكثر من اللازم؟ أو ربما ما أشعر به اليوم هو تراكمات كل الأيام التي تألمت فيها و لم أتكلم؟
ألهذا يبدو جرح اليوم أعمق من الأمس بالرغم من أني لم أبكي اليوم؟
أنا سريعة البكاء، أحيانا تؤلمني أشياء بسيطة قد لا ينتبه لها الآخرون، أحيانا كلمة واحدة تعكر مزاجي، لكني أيضا سريعة النسيان، يمر الأسى بقلبي كالظل الخفيف، لكن أثره يلتصق بقلمي الذي يتخذ من الحزن عنوانا لكل مدوناتي.
أحيانا تبدو كلماتي بلا معنى، كهذا اليوم, أريد أن أكتب فقط كي أذكر نفسي أني أعيش مع مشاعر غريبة عني، أدونها لكني لا أتذكرها.
تعودت أن أغلق على نفسي باب غرفتي كلما أردت أن أكتب، و لا أغادرها إلا في اليوم الموالي، و كأنني بالكلمات أمارس طقوسا غريبة ، أحاول أن أخرج كل تلك المشاعر التي تسكنني.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات