لا تتحمسوا .. 2022 مجرد سنة وحسب !

لحظة فقط قبل أن نبدأ ، سأحضر بعض الفشار لأنني سأجوع حتما في كتابة هاته المقالة .. لا سأحضر الصودا أيضا لقد عطشت .. طيب حسنا لنبدأ فحسب

عزيزي المتابع ، أشكرك في المقام الثاني على ضغطك للينك من الستوري خاصتي وعلى وجودك هنا .. لا تسأل عن المقام الأول ، فهو محجوز لأحدهم ، لأكثرهم وفاءً ..

لابد وأنكم تنتظرون دخول العام الجديد على أحر من الجمر صحيح ؟ هه هل ستتحولون مثلا ؟ هل ستدخلون عام 2022 وترون السيارات تطير وشاشات الهواتف تطفو على أيدينا ، أو القطارات تسبح في المدن بين ناطحات الغيوم الكحلاء اللون الممزوجة بكريمة البندق ؟ ”أفرينيو شوي 🙂” لا وجود لا لهذا ولا ذاك ، مرحبا بكم في عام آخر يضيع من أعماركم وأنتم لم تتزوجوا بعد ! اه أقصد وأنتم لم تحصلوا على السكنة ! تبا ما بي أهذي ؟ Bruh دعونا نبدأ وحسب !

2021 السنة الذهبية ، بغلاف پلاكيور ..

سنة 2021 لم تكن كغيرها من سائر السنين ، لو أتذكر ما كتبته العام المنصرم عن 2021 لتجدني قد نسيت كل شيء ! لا تنتظروا مني فاصلا لأذهب وأعيد قراءة ما كتبته ، لن أضيع أوقاتكم فوق ماهي ضائعة بين ثنايا هاته الكلمات ..

لكن بصدق ! نسيت كل ماقد خططت له ! نسيت ماكتبته وسجلته وعهدت نفسي أن أحققه ! لهذا سأكتفي هاته المرة بالقول .. أني لن أخطط لسنة 2022 .. بل سأخطط لكيفية قضاء هاته الليلة مع مراجعة درس من 125 صفحة ، سحقا لما تدعونه بالتخطيط فمخي منشغل الآن .. *أمزح فقط .. 2021 كان أفضل عام في حياتي ولله الحمد 🤍)

لا تخطط لسنة 2022 !

قد يبدو هذا العنوان مضللا قليلا ، نعم هو كذلك كما في أغلب فيديوات اليوتيوب التي قد تجدها تعنون: *ولدت ابني قبل شهرين من الميعاد ! وهي تقصد ميعاد الكونكور ، ربما ! *

لا تخطط لسنة 2022 ، أعني بهذا حرفيا !

قد تكون سئمت من محاولة كتابة بعض الأهداف التي تنوي تطويرها ، أو تحسينها ، أو عادات سيئة ستعمل على تصحيحها .. نعم كل هذا جميل ، لكن ألم يخطر ببالكم: لماذا نخصص كل عام فقط لهاته الأمور !

أليس هذا غريبا ؟ كل عام نضع أهدافا ونخطط لمحطات مختلفة من قطار حياتنا ، لكن نتفاجأ كل سنة بأننا نعيد كتابة نفس الأمور .. *لا جديد كالعادة*

لماذا لا نطور ونحسن من أنفسنا كل يوم مثلا ؟ في مكان اللحم نضع البطاطا ، أو في مكان كأس الحليب في العجينة نضع كأسين *يبتسم* ؟ لماذا نترك الأمر لمناسبة بداية العام وندّعي البداية بنشاط وحيوية أكبر ، بينما سننام ونشبع نومًا لغاية ظهر يوم الغد ، ثم نلعن ما كتبنا ونعود للنوم ..

أستغرب حقا من هذا ! لماذا لا تعمل على أهدافك يوميا ، وتتابع تطورك في أدائها يوميا ، وكل يوم تضع مهامًا أخرى جديدة وهكذا دواليه ؟ بالطبع تكون قد وضعت نصب عينيك طموحا تريد أن تصل له ، لكن من غير المعقول أن تتحمس جدا ليوم واحد ثم تنطفئ شرارة الحريق بمجرد رش مياه الكسل والإحباط..

طيب .. سأتكلم الآن عن نفسي ، طبعا لأنكم تحبون قصص قبل النوم يا أطفال !

كنت كأي واحد مثلكم أخططو وأتحمست وأكبت هدأفيا امو رأيد نأ غيأر من سنفي .. *صحح صص صح صحاا ماتضحكوش برك* ..

كنت أكتب قائمة من الأمور التي أود تغييرها أو أعمل عليها كي أكون أفضل في العام الجديد الخ الخ .. أو خصوصا تلك التحديات التي عاهدت نفسي عليها ، لكم أن تتخيلوا أني حققت ما معدله 15% فقط منها ، لأني ببساطة نسيتها 😂😂 *أمزح فقط*

لا سيريوزلي -.- هذا الأمر للبعض قد يكون مفيدا، هناك بالفعل من يساعده التخطيط وكتابة المهام، وهناك من يقوم به لمجرد القيام به، أو كي يُظهر للعلن أنو *شوفوني شوفوني أنا الجزرة خبيرة التخطيط، راني نخطط، التخطيط مليح خططوا خططوا، وديرولي جام* .. لكن كلامي موجه لأولئك من سئموا هذا الأمر، وذهبت طاقتهم ذهاب الرياح في الغابة المتوحشة *يضحك لحد الموت*

ما أريد قوله بعد كل هذا الهراء الغراء الجراء: أنه ليس من الضروري أن تخصص نهاية العام لتبدأ بمحاسبة نفسك .. ابدأ من الآن ! (مش الآن الآن يعني لأنو نهاية العالم اه العام) .. ولا تنتظر أي مناسبة للقيام بهذا العمل البطولي !!

أنت لست أنا .. أنا لست أنا ، سحقا من أنا ؟

المغزى مما أخبرتكم به في آخر أسطر ، أنه لكل منا طريقته التي يحبذها في بناء نفسه ، وتحسينها وتطويرها لتصبح پرو ماكس پلس .. وهذا لا يعني بالضرورة أن يفعل كما يفعل غيره ، لا بأس ببعض السرقة ، لكن عليك أن تضع لمستك على حياتك ، تعلم منهجية ما وطبّفها على جوانب حياتك المختلفة ..

وتبقى محاسبة النفس أهم من التخطيط بعينه ! حسابها على أخطائها ، تقصيرها ، ذنوبها ، تجاوزاتها ، حماقاتها .. محاسبتها على كل تقصير مع الله أو مع نفسها .. هل أدت عباداتها كما ينبغي لها ؟ هل صانت عهد الله ؟ هل نفضت الغبار عن المصحف واستنشقت أوراقه وكلماته ؟ هل برّت بوالدَيها وكانت لهما تاج على رأسيهما ؟ هل تفوه فمها بما يرضي الله سبحانه ؟ هل سمعت أذنها أو عملت أيديها ماي

غضب به الله ؟ هل تابت وتذللت وانصاعت وخضعت لربها ؟

أمور لابد لها أن تحضر في قلوبنا كي نعرف أين الخلل حقا ! فلنبدأ بمحاسبة النفس أولا مع خالقها ، ثم مع نفسها ااه هذيك منعرف 😂

بعض الحلول الخفيفة التي قد تشبعكم

• - لا تخططوا لشيء فوق استطاعتكم ، قد يلتهمكم يوما ما
• - لا تخططوا لشيء مستحيل المنال ، كي لا تصدمكم السيارة ، وشمن سيارة ؟ معرف المهم تصدمكم
• - لا تبالغوا في تقدير الأهداف التي وضعتموها ، فقد تكون أول خطوة لكم في الوحل
• - خططوا لأمور واقعية ، لا تنتظروا أن تنزل عليكم الأومنيتريكس من الفضاء مثلا يا أطفال !
• - ضعوا أهدافا بحيث تملأ ذاك الفراغ الذي تركته أخطاؤكم ، صححتوها كملتوا ؟ أمشيو تقراو
• - أهدافكم وتحدياتكم أبدؤوها درجة درجة ولا تندفعوا من الأسبوع الأول ! هل رأيتم سيارة ينفذ وقودها أثناء الإقلاع فقط ؟
• - احتفظوا بحماسكم لأنفسكم ، ولا تشاركوا أهدافكم غيركم فلا تموت تلك الروح التي ستخالجكم ، دعوا موتها للحظة المناسبة *يبتسم بخبث*
• - لا تنسوا ! اذا واجهتم مشكلة ما ، لا تنظروا إليّ هكذا ! لن أساعكم مجانًا ! اذهبوا عند ران وستساعدكم .. بالمقابل أيضا على ما يبدو .. (راجعوا الفاصل الإشهاري)

خاتمة في خاطر الخواطر والخناين تتقاطر

ربي يستر من العرب تاع لهيه كون يقراو هذا الخرطي نوليو تحريشة يا جماعة ههههه ..

في الأخير .. نفد مني الفشار سأجلب البعض منه لحظة فقط لو سمحتم .. *two thousand years later*

ااه لقد أتيت .. أ لازلتم هنا ؟ أحييكم جدااا أيها الأساطير الشجعان ، أنتم جيشي المفضل الذي سنغزو به المائدة بعد لحظات لأني مت من الجوع ..

آمل أن تكونوا قد ضحكتم قليلا على أنفسكم البائسة ، وأن تكونوا قد تعلمتم الدرس جيدا .. علقوا بكلمة ”أسطورة“ كي أحسبكم جميعا .. (على مايبدو أن واحدا فقط سيكمل للآخر .. لك مني كل الحب والود ، خذلك مصاصة 🍭)

كانت هاته تدوينتي منذ حوالي العام ، خصصتها لأحفز نفسي على الكتابة مرة أخرى .. هممم جميل قد أضيف هذا لقائمة أهدافي السنوية *يهمس لنفسه*

شكرا جزيلااا لتعبكم معي طيلة هاته الرحلة المشوقة، على أمل أن نلتقي العام المقبل أيضا كي نعيد نفس الهراء مرارا وتكرارا .. سلاااااام