أنت تعلم جيدا أنك تناجي صنماً أصماً تحطم نفسك بنفسك وتغلي ذاتك المقهورة في وعاء من أملٍ لعين
إن مايثير الحنق حقاً هو تلك الخاطرة التي تبتزك
تروي لك جمعاً من القصص والسيناريوهات المحتملة حدوثها
بينما أنت تحاول أن تكوّن شيئاً بقصة أخرى
يبتعد عنك الضوء رويداً..
فتتذكر تلك اللقاءات التافهة بينك وبين آخرين
ممن كنت في رفقة حضورهم ساكنا مطمئنا
ومشيك الطويل على طريق لا تتذكر ملامحه جيداً
إلا أنك تعرفه حقّ المعرفة وتعيه
أفكارك الغبية التي كنت تتمتم بها وأنت في غفلة بحياة وردية..
بعيدة كل البعد عن الواقع الذي تتعرف عليه كل ساعة
ومما يزيد ذلك جنوناً هو طغيان الأفكار المتسارعة
التي ما تفتأ عن ضخ جبال من هلوسات لاتتحكم بزمامها
أنت الآن في طريق من الجنون
الذي تحاول الحياة أن تعبر عن نفسها به أمامك
تكمن كل السهولة في الصعب والصعب يكون سهلاً
وترتسم الضحكة على وجوه متألمة والألم يكون مضحكاً
يظهر النفاق والخبث بعزة أمام الجمع.. يتباهى الفاعل فعلته بتكبر
ويرى العزيز نفسه ذليلةً غبية
قرأت عن انفصام الإنسان العديد
ولكني أرى الآن انفصام الحياة وشراستها على طلابها
فكلما اقترب منها محب أزهقته وأرهقته
كل الغرابة في أنك تبحث عن سبب مناجاتك الفاشلة لها
أنت تعلم جيدا أنك تناجي صنماً أصماً
تحطم نفسك بنفسك
وتغلي ذاتك المقهورة في وعاء من أملٍ لعين
لا أعلم عدد الخبرات التي ممرت بها
ولكني أعي جيدا مدى خطورة ما يحدث في هذا التكوين الجنوني
ومدى تأثيره على مكوّنات المنطق والأسس
والغريب بين كل هذا أنك لاتزال تحاول الوصول
لأنك تحمل عادات لذكريات أنت لاتعقلها..
بل تتذكر فقط حجم الألم والمعاناة
إن ابتعدت عنها و عن جمال الحياة وساعاتها
يبقى التاريخ يعيد نفسه أمامنا بطرق ملتوية..
وإرهاصاتّ تتكرر بشكلٍ مستفز
ولاتزال فقاعة أملك تكبر وتنمو حتى تحين فرقعتها
عندها ستدرك أن خواطرك كانت استشرافاً ومعرفةً مطلقةً من عينيك..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات