الوداع لم يكن نهاية القصة، بعد أن ودعت ذلك الرجل الذي عرفته و لم أعرفه، قصتنا بدأت من جديد..
,, بعد الوداع الأخير، كنت أعتقد بأني لن أعود ثانية. إعتقدت أن قصتنا إنتهت حين رفعت عنه القناع
ذلك اليوم. إعتقدت أن كلمة الوداع كافية كي تنهي سنينا من التردد و التعلق. كنت أعتقد أني إستطعت أخيرا أن أهزمه، فهذه المرة أنا من تخليت عنه، أنا من رحلت، أنا من تركته خلفي، أنا من أنهيت تلك العلاقة العقيمة و أنا من تحديت القدر ووقفت ضده.
و رغم أني سرت نحو المستقبل بثبات، دون أن أنظر إلى ما تركته خلفي، إلا أني سريعا أدركت بأن الوداع لم يكن نهاية القصة، فالذكريات لا تنسلخ من صاحبها بل تسير معه أينما ذهب. كلما حاولت أن أنسى ذلك الماضي القاسي تذكرته أكثر، فعوض أن أبذل مجهودا في صنع ذكريات جديدة، منحت كل وقتي للنسيان، لكن محاولات النسيان في الحقيقة ليست إلا تذكر عنيف لكل ما لا تستطيع أن تحتويه داخلك و أن تخرجه من عقلك.
إذا هذا هو الوداع الذي إجتهدت من أجله؟ حين كنت معه كنت أحارب حزني علنا، كنت أصرخ في وجهه و أعاتبه، لكني الان صرت أواجه مشاعري في الظلام، فقد تركت نفسي وحيدة في منتصف طريق بلا نهاية، في هذا الطريق لو إخترت العودة إلى الوراء فسأخسر نفسي و إن إخترت المضي إلى الأمام فسأخسر حياتي.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات