وما تَصَبَّر قلبي عن النّوى سوى بلقاءٍ خفي بك كل يوم في صور من الطبيعة

لِكِتابها صاحبنا ينتظر ...

هل يحدث أن يطفئ الانتظار لهفة الشوق ورغبة البوح .. فيض المشاعر وصريخ القلب .. الانتظار خيط رقيق ملتف حول الرقبة التفاف المعذّب دون شفقة ... فان طال به الزمان فلا ينقص سوى من عمر الانسان ... لا بل من عمر الوِدّ الذي أبى أن يُصان ،ويقربه من الموت أكثر مثلما كانت الايام عن اللقاء أطول...فأرسل ذلك اليوم نسيم من الهواء رائحتها ...فلاعبت جمرة في الصدر مكانُها ، ليشتعل حنينه إليها... أو حنينه لنفسه وهي تفتش عن ذاتها في رسالتها ... شتم الهواء شتْم المُغضبِ وقال له يكفيك أن تداعِب ورق الشجر .. ليس لك أمرٌ عليّ ومن أراد بُعداً عن القلب يستحيل أن تُوصِله إليّ ... كَفّ قلبه عن التفكير وراح في السماء يشرد شروده المطيل ... ينازعنا الزمان ... وتعاركنا الأيام ... ونستقبل نحن بجمال منا ما كُتب لنا من الاقدار ... لطالما علمت أن ما نراه من جمال في النفوس والاوراح والمشاعر هو انعكاس لتلك الجوهرة داخلنا ... الجمال قابع فينا نحن نرى العالم بأعين قلوبنا . نلامس اللحظات بمشاعرنا ... يصيبنا بقدر من السعادة والرضا ما يكافح ذلك التعب والضنَى ...

نازع القلب وارتأى ان يكتب لها مثل كل مرة .. لا بل سيكتب لنفسه هذه المرة ...

أيها الرجل الممزوج بمواد من الطبيعة لك في القلب منالا وان كانت عن الواقع بعيدة ... كُفّ نفسك عن هوى يُضْنيك ويكفيك عشقك للطبيعة... تغريدة صباح من عصافير العشق .. ونسمة هواء من نَفَسِ المُحبّ .. زُرقة السماء هي في مثلها كحضن علنيّ من البحر ...استقاظ الوردة النائمة على قبلة من أشعة الشمس الدافئة ... صورة لغيمة هائمة كأهازيج من الهوى تُطرِب ....أغصان من الشجر ترقص في حِلّة بهيّة لأعناق أغصان أخرى تحلم أن توصل ....

ما أرى سوى لوحة فنية بألون من قوس الحب ... متقنة بابداع من الخالق ... في رؤياه تُرى المحاسن و تزهو في رونق من زخارفها الأرواح ... فتُطال لك فكرة أنك سماوي من علو السماء .. لا آدمي من تراب الأرض ...


عبثا ما أفعل ...و أين هو هذا الانطفاء من إثر غيابك فها أنا مشتعل وها أنت موجودة .....موجودة في كل ركن من الطبيعة ...فأنت منها وأنا منك .... وما تَصَبّر قلبي عن النّوى سوى بلقاءٍ خفي بك كل يوم في صور من الطبيعة ..



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هِدايَة | Hedaya

تدوينات ذات صلة