لم تنتهي الحكاية بعد، مازلنا نسعى من أجل بيتنا الرث..

بنينا أحلامنا داخل بيت رث، بنيناها بعزيمة أن الجميع يحق له أن يحلم حتى الفقراء أمثالنا، لأننا مع هذه الأحلام لم نكن نسعى إلى المال و لا إلى الشهرة و لا حتى إلى شراء كل ما نريد، بل كل ما أردناه هو أن نزين ذلك البيت الرث بسعادة السعي. كل ما أردناه هو أن نعيد بناء أعمدته بالنجاح و أن نفتح فيه نوافذ الأمل و أن نبسط على أرضيته بساط الرزق، رزق يكفي كي يجمعنا تحت لحاف واحد و طاولة واحدة.

و ربما لم نكن فقراء كما إعتقدنا، فقلوبنا كانت مليئة بالأمل و أيادينا كانت معطاءة تحب الخير، و عقولنا كانت قوية لا تخاف جث المصاعب، و الأهم أننا كنا متمسكين بحب بعضنا البعض و بثقتنا في الله.

فتدرعنا بهذه الأحلام البسطية و إرتمينا على الحياة نواجهها، فواجهنا اللامساوات، واجهنا الظلم، واجهنا الفشل، واجهنا الخسارة و واجهنا الضغط، لكننا لم نقهر و لم نستسلم، بل واصلنا على الدرب بثبات.

ذرفنا الدموع و إحترقت أجسادنا من شدة الإصرار، كنا نحترق و نتجدد من جديد. أردنا أن نكون كالعنقاء ذلك الطير الأسطوري، فنحن نعلم أنه لا يستسلم أبدا و لا يتخلى إطلاقا، لذلك هو الأقوى بين بني بجدته.

لا شيء يمكنه أن يتغلب على مخلوق لا يتخلى أبدا و إن إشتدت به المصاعب.



Oumayma Farhat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Oumayma Farhat

تدوينات ذات صلة