تصون الذاكرة أشياء دون أشياء وتتعلق القلوب بالشيء الذي فقدته أكثر من غيره, والشوق والحب ليس مرتبط بإنسان, قد يشتاق المكان أيضا لشخص ما.
أجلس اليوم في بقعتي المفضلة، هذه البقعة المليئة بالشجر الأخضر والنور تطل على ذات الطريق الذي سلكه والدي قديما كل يوم لملاقاة أصدقائه. كنت اراقبه حتى حفظت موعد ذهابه وعودته، لقد كان بطيء المشي وكأنه يعد خطواته، لم يستعجل يوما على الحياة… بل كان يعيشها رويدا بهدوء تام ويبدو انني ورثت ذلك منه.
اليوم أنا انظر لذات الطريق لم يتغير شيء على أي حال، ولكن يبدو عليه انه مشتاق مثلي لذلك الإنسان ولتلك الروح. أحيانا تبدو الأماكن رغم وصول الشمس إليها والناس بالبهوت لحظة الاشتياق مثل البشر تماما. أفكر كيف يمكن للأماكن أن تتبدل ولا تتبدل في الوقت ذاته؟ وكيف من الممكن ان يكون الفارق إنسان؟ أو ذكراه؟ وكيف لعام واحد ان يجعلني شخص مختلف؟
الكثير من التساؤلات أنسجها في عقلي لأزداد عجبا فحسب.
الواضح انني أفلت كل ما في هذه الحياة، ولكنني متمسكة بها بشدة في الجانب الآخر وأود أن اعيشها بكل ما أملك من قوة بالطريقة التي تناسب وجودي وكياني، وأن أكتب هذا ما يناسبني فعلا وهذا ما يجعلني أشعر بأن لبقائي معنى، في الواقع ليس المهم أن اخلد ما أكتب، ولكن أن أصل لشخص واحد على الأقل يشعر بما أحاول إيصاله من لحظات وتجارب وأحاسيس من خلال أحرف بسيطة عقدتها الكلمات. أود للجميع أن يعلم هناك جمال خفي يحيط بهذه اللغة السحرية إنني أراه كل يوم ينبع من داخلي ويتجلى في روحي وبين أوردتي فينعكس في جميع اتجاهاتي. وأدركت أخيرا من خلالها أن هذه الحياة ليست سوى رحلة سريعة تحاول امتصاصنا واستنزاف كل شيء يبدو زاه فينا، ولذلك سأجعل فيها ما يشبهني ليس سوى الحب والحياد.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات