نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ.
جامِعَةُ مُؤتَة، القاعة ٧ه مَبنى كليةِ الهندسة،الساعة الحاديةَ عشرْةَ و النِصف،في محاضرةِ مساق الإشارات و الأنظمة.
أقتَبسُ الآن الموقفِ بتفاصيلهِ الكاملةِ كما هُو.
و َبعد أَن إستاءَ قليلاً بسببِ الإزعاج وَقفَ أمامنا مُدرسِ المساق، العبقري العملاق خُلقاً وَ عِلماً الدكتور خالد سَمارة الزعبي لِيَقول منفعلاً بِهدوء: "يا جماعة أنتوا مُهندسين، أنتم مدركين لمعنى الكلمة؟
الهندسة أنتظام، يعني دقة ، يعني إنظباط و أحترام ، الهندسة مبدأ
الهندسة مش عالم ،الهندسة حياة بحد ذاتها. و أنتم كذلك حياة،نَعم أنتم أبنائي لكن أنا بتعامل معكم كَزملاء ألي في هذا القسم ، لأنه المستقبل بأيدكم أنتم.
أنتم يُضرَب فيكُم المَثَل، الطبيب لما ينجح في عملية بحكوله هَندسها هَندسة،الفنان لما يبدع في لوحة بحكوله لوحة مهندس مبدع
الهندسة و بغض النظر شو كان الفرع الي أخترته فهي تعني تفكير، و أحتراف، و تصميم، وتنفيذ، الهندسة..أنك تضيف للعالم أشي جديد، بَصمة من نوع آخر.
من بَعد هذهِ المُحاضرة البَنّائة ، شعرتُ بالمعنى الفعلي لأن تكونَ مُهندِساً، لأنَ الأسلوب المُتَّبِع يُحتِمُ على الطالِبِ أن يَشعر بالأمتنانِ لمعرفتهِ و وجودهِ مع أساتذة عمالقة عِظام بهذا الفكر الجَليل و هذا الأسلوب الرائِع.
وبأن تُحب الهندسةِ التي جمعتك بمدرسين يمتلكون روحاً سامية، وَ قيماً نبيلة ،يُعلموك أن الهندسة بالمقامِ الأَول صَبر ، و مسؤولية.
و لمثل هؤلاء نَحنُ ممنونين جداً،من يمتلكونَ الأسلوب الجَدّي بتهذيب ،و العقلانية الحقيقة بأحترام.
د.خالد أعطى ملاحظة كنوع من النصيحة بقولهِ: " أذا ما حبيت الهندسة فأنت في الطريق الخاطئ، أبحث عن ذاتك في طُرق أُخرى لأنك حتماً رح تلاقي نَفسَك و رح تبدع، لا تخاف تغيّر الطريق، خاف أنك تمشي في طريق أنت عارف أنه غلط، و تكمل."
فأستنتجت شخصياً أنّ الهندسة قَلباً و قالباً كما العسكرية،إِنها عَمل الفؤاد.
فاللهم انفع به ، وبارك بعلمه وزده من فضلك.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات