عندما يعود ديسمبر، يصبح كل شيءٍ جميلًا حيث يكبر أملٌ جديد وتنبثِقُ أحلامٌ جديدة..


عاد ديسمبرُ مجدَّدًا، ولكن هذه المرة لم تكُن عودته كسابقاتها من العودات

عاد وأنا أحمل في جعبتي الكثير من الانتصارات والتحديات التي نجحتُ في تخطِّيها الواحدة تلو الأخرى،

عاد وحجم الأمل داخلي أكبر مما كان عليه في السابق، وبالونات البهجة تتراقص حولي بألوانها المُزهِرة.

لم يتحقق حلمي بالشفاء ولكن الله كان معي في كل خطوة، كان يحفظني في كل لحظة، ويثبتني عند كل اختلالٍ لي في التوازن!

لم يتحقق الحلم ولكني لازلت أحلم وأنا على يقينٍ بأن الله قادرٌ على تحقيقه لي، لم يتحقق الحلم ولكني لازلتُ أخرِجُ تلك الكنزة من خزانتي وأتخيلني ذات يومٍ ألبسُها وأنا بكامل عافيتي وجمالي، بدونِ صخرةٍ تُخرِّبُ بقسوتها أناقتي وتخبرني دومًا بأن كنزتي لن تليقَ بي يومًا!

لا زلتُ أُمسِك بحبال الأمل بأن يصنع الله لي معجزة!

لم أستطِع من تحقيق جميع الأحلام التي خططتُ لها، ولكني حققت ما لم أتوقع تحقيقه، فعلتُ ما لم يخطر ببالي يوما أني سأفعله، حققت حلمًا كان بالأمس خجولًا فلم يظهر للعلن يومًا إلاَّ حقيقةً واقعية!

الإذاعة كانت ذلك الحلم.

بدَّدتُ خوفي وتجرَّأتُ عليه متوكِّلة على ربي فتغلَّبتُ عليه ومضيتُ خطواتي الأولى المُتعثِّرة وأنا بكامل حماسي وشغفي لِأن تستقيم تلك الخطوات!

كتبتُ كثيرًا، فبالكتابة أكون على قيدِ الحياة والبهجة، وأسمَعتُ صوتي الذي يصدحُ بالحب عاليًا مُتناسيةً كل ما قد يُعرقِلني من عقبات.

قضيتُ أوقاتًا برفقة الكتب، الأصدقاء الأوفى والأصدق على الإطلاق!

عاد ديسمبر مُجدَّدًا ولا زلتُ غريبةً مُغتربةً وحيدة، فلا شيء تغير من ذلك كله سوى أني تعلمتُ أنها ورغم قساوتِها على حياتي كانت الأكثر تأثيرًا إيجابيًّا عليها، كانت الأعمق في تسيير طريقي لِما أحب!

ليس كل تغييرٍ مرفوضٍ ظاهِرًا سيئًا، بالتفكير العميق بداخليَّته نكتشف أنه السبب الرئيسي في نجاحاتنا اليوم.

فالوطن ما زال غارقًا في الحروب، وأنا لا زلت سجينة جسدي الضعيف والغريب، لا زلتُ سجينةً داخل بيتٍ من جدران تحوطُني ولا شيء سِواها أرى، لا زلت بعيدة عن وطنٍ يفيضُ القلب شوقًا إليه، رغم ما يعانيه من انكسارٍ وألمٍ أحبه وأشتاقه، فليس هناك من سببٍ يحيدُ قلبي عن حبه وحب أرضٍ مشيتُ عليها بثقةٍ ذات يوم، أرضٍ تعلمتُ كيف أقتل الخوف عليها وأمضي نحو ما أريدُ بثباتٍ قبل أن تقتل الحرب كل جميلٍ فيها.

عاد ديسمبر مُجدَّدًا ولا زال قمري بعيدٌ رغم قربه!

لا زال وحيدًا، منزَوِيًا وربما خائف!

سأقول له في ديسمبر: هاتِ يدكَ المضيئةُ وتعال نرقصُ بين النجوم وحيدَين معًا رقصةً لنهاية الحزن، ولبداية أملٍ جديد لا يزول.


#مياس_وليد_عرفه


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مياس وليد_حكاية شتاء

تدوينات ذات صلة