اترك لكَ أثرًا في هذه الحياة يُبقيك حيًّا في القلوب أبدًا
اعتنقتُ الوحدةَ طويلًا، وانزويتُ كثيرًا جدًّا.
تحولتُ من شخصٍ ذي لحمٍ ودمٍ في نظرِ الآخرين إلى مجردِ اسمٍ خلف جدارٍ سميكٍ لا يظهر من خلاله إلا ظِلٌّ مائلٌ باهِت!
صار لِزامًا عليَّ أن أُغيِّر المعتاد فيَّ إلى لا مُتوقَّع!
من الضروري كسر جدرانِ القوقعةِ التي اختبأتُ داخلها لسنينٍ طِوال والخروج منها، بل الخلاص منها
حياة الروتين الصامت لم تفعل شيًْا سوى أنها زادت السوء سوءًا، وفاقَمت حجم المشكلةِ أضعافًا، بل جعلت منها مشكلاتٍ عديدة ومتنوعة، جعلت من محاولة حلِّها جميعًا أمرًا غايةً في الصعوبة.
في الوحدة لا شيء سوى الصمت، الهدوء القلِق، والخوف من أي جديدٍ قد يحدث.
في الوحدة تصبح الحكايات باهتة، والأحاديث بلا طعمٍ أو نكهة
تتكرر الأيام الثقيلةُ تِباعًا، وتستمر فكرةٌ واحدةٌ بالتجول بين ثنايا العقل والروح: "إلى متى سأنتظر ما لا أعرفه؟"
في الوحدة لا تحتاج سوى يدٍ دافئةٍ تشِدُّ على يدك، وروحًا حانِيةً بحجم الكون تحتويك.
تسمعك، تفهمك، وتستوعِب تصرفاتك وتقلباتك!
هل من السهل إيجادها؟
هنا يبقى السؤال عالقًا متأرجحًا بين الاستحالة والإمكان، ويبقى علينا أن نراقب وقوف التأرجح النهائي!
وإلى تلك اللحظة المرجوةِ تُهدَرُ طاقتنا المتوترة وتتضاءل حتى تتلاشى، يصبح للحياة لونٌ قاتِم التعاسة، وتتحول الأيام جميعًا للاشيء.
ننام، نحلم، نستيقظ، نهرب ونُعاوِد النوم مجدَّدًا، بتتابعٍ مستمر نحو النهاية!
النهاية!!؟؟
هي الشيء الحقيقيّ الوحيد الذي نسعى نحوه دون إرادةٍ منا أو قرار، ولكن ماذا بعد النهاية؟
لا شيء!
ستُنسى، وتستمر الحياة بعدك إن لم تترك لك أثرًا طيبًا يُحيي ذكرك حينها!
ولأنَّ الذِّكر يستحق العناء:
اكسر حاجز صمتِك، واخلع عنكَ وحدتكَ، وارتدي أجنحةَ فكركَ وحلق سانِدًا روحك بروحك!
حلِّق نحو حلمٍ يجعلُ لك مكانًا حقيقيًّا في حياتك وبعد مماتك كأثرٍ يضيء عتمةَ الأرواحِ المتعبة!
كُن النور المُرتقَب مهما عصفت بك رياح الظروف والمستحيلات المحيطة.
#مياس_وليد_عرفه
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات