و أنني أُواصِل السَيرَ على أملٍ واحد " أن تكون الوَجهة الأخيرة تستحِق كل ذلكَ الجهد و العَناء".
كَتَب: ملاك تيسير العساسفة.
في مرآة الذّاتِ، أبصرتُ نَفسي فَوجدتُ نَفسي مُختلف !
نَعم مُختلف ! أتُدرِك لماذا ؟
لِأنَني للمرَةِ الأولى لا أَبتغي قُوّةَ بأسٍ لما سَيأتي ولا أطلبُ صَبراً للنَّفسِ على أزمانٍ سَتَمُر و تعدي
أنها المرةِ الأولى التي تنقلبُ فيها مَباغيَّ رأساً على عَقب !
اليوم لا أَبتغي طاقَةً دائِمَة ، و لا رَصيدُ أمَلٍ لا يَنفَذ ، ولا عقاقيرَ إبتساماتٍ حَقيقية كما كنتُ دوماََ
لكنني أبتغي سماءاً صافية ، و ضياءَ نجومٍ بارزة ، و شُهبُ أُمنياتٍ دانيَة ،أبتغي بحر وفاءٍ مَديد ، و غَورَ حماسٍ جَديد ,أبتغي أخدودَ سلامِِ حقيقي غيرَ مظللِِ ببقعة من سَراب!
أبتَغي لحناً فريد ، و أغنيات ودٍّ صافيَة ، أبتغي نوراً جَلياً آخر النَفق ظاهراََ منذ البدايةِ مستمراََ معي حتى النهايةِ
أبتغي بَوحاً كَثير، وَصتاً وفير ، و لاعَجب أنني أبتغي نَسماتٍ باردة ، و طيوراً تُشبِهَني على نفس الشاكِلَة
أريدُ العبورَ لما وراءَ المَرئيات ، والإجتراءَ على ذلكَ الفتور العَنجهي القاتِل
أريدُ قافيَة جَديدة ، و إختيارات جديرة ، أُريد إقتلاع أشواكِ الخيبة و إستبدالها بأشتال آمالٍ نامية و تفاصيلٍ صَغيرَة أعنيها و تعنيني .
أريد الإبحارَ بعيداََ عن قُشور الاشياءِ , وسطحيةِ الشخوص
ذاك أن اهتمامي دوماً عائد للعمقِ الحقيقي غيرَ المُصطنع
هناكَ حيث نُقطَة اللُبِ و جَوهر الحقيقةَ المَحميّ اللامِع ,القابِع في ركنِِ بعيدِِ رغم أِنَفِ تشوهاتِ الزَمانات و ضيقِ المكانات, وَ جَورِ الايامِ و المواقِف, وسأم العشوائيةِ و غرابَة الحال!
أريدُ دليلاََ يعينني على الرجوع لنفسي الاولى بعدَ كل منعطفِِ أو متاهة !
أريد إستراحةََ تعيد لي النفس الحَيّ بعيداََ عن المحاربةِ و سُبُل الكرِّ والفرّ
و لا أريد الضياعَ بينَ معراج الشَك و اليقين و دوامتي الحرب و السلام , و مرارةِ الفقدِ و الحياة .
أريد أن أرى الاشياءَ حرَّةََ طليقة بعيداََ عن كُلّ ما يُكبل سُبلها أو يقيد حركتها.
أختمها بما كتب محمود دَرويش :
كم أنت حر أيها المنسي في المقهى!
فلا أحدٌ يرى أثر الكمنجة فيك،
لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك،
أو يدقق في ضبابِك إِن نَظرت .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
اللهم بلغ الغريب بُغيته !