في إطار تحسين مفاهيم سبق وأن تم استغلال أصحاب العمل للعاملين بداعي الإنتاجية

أنا أقرأ 400 صفحة يوميًا".. "أنا اشتغل 18 ساعة كل يوم".. "كل يوم ادرس 17 ساعة"

نسمع مثل هذه العبارات وتمر علينا مع شعور بغبطة أصحابها على ما وصلوا له... السؤال، هل يستطيع الإنسان -الطبيعي- الوصول لمثل هذه المراحل؟

‏هل هذه الأرقام مصحوبة بنتائج ممتازة؟

الأهم من ذلك، هل يمكن الوصول لنفس النتائج بجهد/وقت أقل؟

‏في الواقع، قلة من الناس يمتلكون قدرات استثنائية تمكنهم من الوصول للأرقام أعلاه. بل الإنسان الطبيعي قدراته المتعلقة بالتركيز محدودة خاصة في الأعمال التي تتطلب الوصول لمستوى "العمل العميق"- (Deep work).


طيب ما معنى العمل العميق؟

‏العمل العميق هو حالة معينة من العمل تصل فيها إلى ذروة التركيز بشكل يمكنك من القيام بمهام صعبة بجودة عالية بوقت قصير. أبرز مثال يدور في ذهني حاليًا أعمال البحث العلمي والتصميم.

إذا هذا المفهوم يتعارض -ضمنيًا- مع مسألة الإنتاجية الدائمة، بالتحديد المتعلقة بالعمل المستمر الروتيني.


‏كم ساعة عمل عميق بمقدور الإنسان أن يقوم بها بشكل متواصل؟

- علميًا، يستطيع الإنسان أن يصل إلى مرحلة العمل العميق لمدة ما بين 3-5 ساعات فقط. (تذكر، الأعمال الرويتينة لا تتطلب مستويات عمل عميق ولذلك هي خارج الموضوع)

‏مستوى العمل العميق يعتبر مستوى متقدمًا لدرجة إنجاز الأعمال الصعبة والمعقدة في وقت قصير بشكل لافت للانتباه. والسبب بسيط وواضح: انصراف الذهن بالكامل تجاه العمل.


مقارنة على نفس المهمة:

- محمد ينجز المهمة خلال ثلاث ساعات.

- أحمد ينجز المهمة خلال سبع ساعات.


‏هل من تفسير لهذا الفارق؟


قبل كل شيء، الفروقات الشخصية تلعب دورًا كبيرًا، ولكن الظروف المحيطة فينا تؤثر أيضًا بشكل كبير على قدراتنا المتعلقة بالتركيز وبالتالي الوصول لمستوى "العمل العميق"، إشعارات الجوال، رسالة بريدية، ضجيج مجاور، مقاطعة صديق.. إلخ.

‏لذلك بعض الناس يدخل في مرحلة التركيز، بل والعمل العميق أسرع من غيره وهذا الشيء يقلل الوقت اللازم لإنجاز المهام بالنسبة لهم مع الحفاظ على مستوى جودة عالي.

‏ختامًا، يحتاج الشخص أن يهيئ مكان وبيئة ملاءمة ليصل لهذا المستوى، ليرفع من مستوى إنتاجيته ليس من حيث الكفاءة بحيث لا يكون الرقم هو المعيار فقط، بل والنتيجة أيضًا.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات طه جمعه الشرنوبي

تدوينات ذات صلة