عن قراراتنا حين تهزمنا الحياة، ويصبح البقاء على قيدها صعبًا للغاية، تلك التي نتخذها محاولة منا أن نستجمع ما تبقى فينا، لكي نمضي في الحياة.

في يوم قررت أن لا أنتظر حدوث شيء جميل مهما كان، وأن أكتفي بكل شيء لدي، فقط عليّ أن آمل ألا أخسر شيء آخر، بالرغم من صعوبة ذلك، لم أجد أن ذلك القرار كان سيئًا للغاية فبما أنه لن يكون هناك شيء جيد، فعلي أن استمتع الآن بقدر ما استطيع بالأمور الصغيرة التي من الممكن أن تكون مع مرور الأيام أفضل شيء كان، كأن استمتع بشرب كوب قهوتي ، أو بأكل الآيس كريم في الشتاء، أو أن اتكلم مع صديقة قديمة لي حتى ولو لم يحالفنا الحظ أن نتقابل مرة أخرى، فلا يهم أن يأتي شيء ليسعدني أستطيع الآن أن أحاول أن أسعد بما أمتلك مهما كان في وجهه نظري صغيرًا، وما تمنيت فقد وضعت في حساباتي أني لن أصل إليه، وهنا حيث أقف يوجد الكثير من الأشياء التي سأحاول أن استمتع بها قبل أن أخسرها هي أيضًا.


وعن قرار آخر اتخذته في أوقات أخرى أشد إيلامًا هو أني لن أفعل أي شيء، سأنام فقط وأستيقظ ، وكانت كل طاقتي في ذلك الوقت حقًا لا تسمح بأكثر من ذلك، العجيب في الأمر أن هذا القرار يدوم يوم أو اثنين وبعدها أحاول أن أفعل أي شيء آخر، أرتب الغرفة ، أترك المنزل وأذهب للتمشي حتى ولو بمفردي، على عكس ما إذا كنت حاولت أن أقاوم هذا الاحساس وأجبر نفسي على فعل اي شيء سيمضي الوقت وأنا أعذب نفسي والنتيجة ستكون نفسها وهي أني لن أفعل ذلك الشيء، ما زلت استخدم ذلك القرار من وقت لآخر كبطاقة أخرجها حين تشتد قسوة الحياة ، لا أعرف إذا كانت تلك القرارات خاطئة، ولكن لا يهم حتى لو أدركت في وقت ما في المستقبل أنها لم تكن أفضل القرارات التي اتخذتها، سأتذكر أنها كانت صحيحة لذلك الوقت فقط.


لا أعرف ماهي قرارتكم لكي تمضوا أوقاتكم بسلام، ولكن ما أعرفه أن في تلك الأوقات نحتاج أن نكون لطفاء بأنفسنا، ولا نضيف لآلامنا التي سببتها الحياة ألم آخر، فكن لطيفًا بنفسك حين تقسو عليك الأيام.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ولاء صلاح عبد الكريم

تدوينات ذات صلة