ولو أنك تصدق ما تقوله المستبصرات لعلمت منهن بأني لن أعود أبدا

لن أنكر تخطر ببالي كثيرا مؤخرا

وتعود الذكريات لتضرب بحالي وقوتي عرض الحائط

لا أعرف إن كانت تخاطرا منك أم هوس وصدمة مما اكتشفته مؤخرا

تخاطر بسبب حزنك وأفكارك ..أم هوس تفكير بسبب ألمي وحزني وغضبي

ولكن، اليوم عبرت بذاكرتي رائحتك، تذكرت نظرتك لي ..

كلماتك المغلقة بحنان زائف

أتذكر حين كنت أقترب منك وأهمس لك بدفء: "أنت منزلي"

أتذكر حين طلبت مني الزواج في ثالث موعد لنا وشعرت لوهلة أنك سكينتي

أتذكر كيف كنت أنظر لك كما لو أنك أماني.


ثم أعود أتذكر كل تفاصيلك التي كنت أكرهها.. ضحكتك المستفزة

صوتك الذي يجلب الفضائح

طريقتك في الأكل التي تبدو لي ليست إنسانية

كل تفاصيلك التي لا تشبه ما ألفته طيلة حياتي

كل أفكارك التي لا تشبه ثقافتي

قبيلتك التي لا تشبه مدينتي

ثقافتك التي صنعت منك ظل إنسان هش

يستميت حتى يصنع لنفسه قيمة

يستميت أن يشبه العالم الجديد

يحاول دون جدوى أن يكون إنسانا كاملا عبر أكاذيب رخيصة.


أتذكر؟ حين قلت لي، "لن أدعك تذهبين أبدا"

وعدتني أن تتمسك بي للأبدية

والأبدية كانت بالنسبة لك تساوي شهر

الزمن في حسابات عقلك مختلفة عن المنطق


تركتني بلا وداع حتى

وحرصت على كسر وعدك بكل ما أوتيت من جهل وقوة في آن

وكلماتك تبددت في الهواء كالسراب

حبك وهمي وكلماتك هشة ووعودك زائفة

يبدو لي أنك تعيش في جسد ناضج وفي عقل طفل ضائع

ثقافتك وقيمك رثة.. تقول بما لا تؤمن به

تفعل ما تخجل على أن تجاهر به ..


ولو أنك تهتم بقراءة برجك يوميا يا عزيزي.. ولو أنك صدقت ما تقوله المستبصرات ..

لقرأت اليوم وعلمت منهن بأني لن أعود لوحدي أبدا

ستخبرك التأملات بأن الطرف الآخر ألا وهو "أنا" غير مقبل على أي خُطوات منه للعودة.

وينصحك برجك منذ أسبوع بأن لا تتردد وتُقدم على الخطوة بنفسك

أن تًصلح أمرا واحدا في حياتك بدلا من البرود والتبلد والتخلف العاطفي الذي تعيشه

أن توضح للطرف الآخر لماذا خلفت بوعدك

أن تكون شجاعا لمرة واحدة في حياتك

أن لا تكون جبانا كما عهدتك واكتشفتك، للأسف.

وأوراق التاروت أخبرتني أنك تعاني لوحدك وبصمت

تدّعي البرود لكنك تحترق ندما بداخلك

أنك ترى الأمور من زاويتك .. لأن نرجسيتك الهشة تحاول إقناعك أنك على حق

في كل يوم .. أوراق التاروت تخبرني أنك أعند من أن تكسر نفسك وتعود لتعتذر

طاقتك مكشوفة ، شياطين صغيرة قادرة على استباحة أفكارك واختراق هالتك

فأنت هش ..

حتى أنا كنت قادرة على اكتشاف ما كنت تحاول جاهدا إخفاءه

واستطعت اكتشاف المجهول وأسقطتٌ أقنعتك بسرعة وسهولة لم أتخيلها أنا حتى.


وبكلماتي الأخيرة التي أرسلتها لك، أكون قد حررت نفسي من ثقل كبير سيطر على قلبي وحياتي مؤخرا.

فأنا استحق أن أتحرر من كل ما لا يخدم سعادتي

أستحق أن أعيش بسلام مع نفسي

أستحق أن أستعيد قطع قلبي المشتتة

أن أستعيد طاقتي

أنا أحبني . أنا أقدرني .. أنا أحميني

لعلك كنت الرسالة الأخيرة التي أغلق بها فصلا من حياتي بشكل نهائي

لا مزيد من التعاطف مع أشباه البشر

لا مزيد من التعاطف مع الأفراد الممتلئين بالحيرة والخوف

لا مزيد من محاولة إصلاح المكسورين أشباهك

لا مزيد من احتواء خوف من هم مثلك.


ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة