القهوة جميلة في كل وقت خاصة إن جاورتها بضع كلمات خرجن بصدق وكتبن بحب

سبق لنا أن تحدثنا عن القهوة أليس كذلك؟.. أجل أجل فأنا أذكر ذلك المقال وأحفظ كلماته عن ظهر قلب وأذكر اللحظة التي كتبته فيها بين غياب ظلام الليل واستئثار الشمس بسمائها لتفرض نورها على أرجائها أجمع.. حينها لم أكن في أفضل أحوالي المزاجية ولم أنعم بنوم هادئ، بل إني لم أذق له طعما حتى.. وعليَّ من المهام الواجب تنفيذها ما إن تحول لماءٍ لأغرقني.. ومع ذلك جلست وبين يداي حاسوبي وإلى جواري فنجاني -رفيق دربي- ينظر إلي وأنظر إليه حتى خطرت ببالي فكرة المقال وشرعت حروفه تُكتب باستخدام يداي بدون تكلف مني أو بحث طويل عن المرادف الأمثل لما يقال في سياق المقال..

لهذا ولتكرار ظروف مشابهة لظروف ذلك المقال قررت أن أكتب عن القهوة مرة أخرى لكن بطريقة مختلفة بعض الشيء.. فقد تغير الوقت وانتصر هذه المرة الليل على نور النهار.. لا تقلق لن يكون المقال حزينا أعرف أن في الحياة ما يكفي من حزن.. فلتكن القراءة أفضل إن استطاعت إذا..

هذا ما أحدثك عنه تماما؛ لا أعرف ما العلاقة بين الكتابة والقهوة ! لكنني في كل مرة أحتسيها فيها تخطر ببالي عشرات الأفكار تركض بعضها خلف بعض في رأسي وأحب أن أكتب عنها.. وبالفعل تخرج سلسة بسيطة ممتعة لي وأنا أخطها وآمل أن تكون ممتعة كذلك لك وأنت تقرأ حروفها وتهبها الحياة.

ما استطعت التوصل إليه هو أن الحياة تصبح أجمل وأسهل عندما تمتلئ أرجاؤها بما نحب.. سواء كانت أشياء أم أشخاص .. لن تخلو الدنيا من الحزن أبدا حتى تفنى لكنها من الممكن أن تصبح أفضل..

كنت ومازلت أتعجب عندما أجد نفسي راضية عني رغم كثرة أخطائها وزلاتها لكن ما تغير فيّ وجعلني أرضى عنها وترضى عني نسبيا هو أنني أصبحت أفعل لمن حولي ما أنتظره لنفسي.. أصبحت أقوم بما يسعدهم فأفاجئ بالسعادة وجدت طريقها إلي أنا أيضا..

إذا شعرت بالوحدة تقربت لمن أحببت أكثر.. وإذا أحسست أن الجفاء إقترب منا أعدت بناء جسر الود بيننا وتعزيز قوة تحمله.. ثق بي ذلك يفي بالغرض وكل خير تقوم به يعود إليك قرينه بالضبط وكأنه مرآة أعمالك..

هذه الدنيا إن قابلتها بالضجر والتأفف ستزيد من كونها سيئة وستضيق بك بما رحبت .

وإن قابلتها بالصبر والابتسام ومحاولة تلوين أحداثها السادة "وزركشتها" ستكون لوحة حياتك أجمل بكثير..

لا أعرف كيف وصلنا إلى هنا وكان ذلك مجرد فنجان قهوة!! ربما إضافة الحليب إليه اليوم هي ما صنعت هذا الفارق.. ربما لا أعلم..

أعذرني لكتابتي بالحبر الجاف بدلا من السائل اليوم لكن كما قلت لك المقال الماضي قد جمد البرد الحبر فما عاد يسيل لكنني لن أترك ذلك يمنعني من التمتع بالكتابة وخط الكلمات على بياض الأوراق الناصع..

لا أعلم متى سنتلاقى مرة أخرى ربما بعد دقائق في ورقة جديدة وربما بعد أيام أو أشهر .. لكني واثق من أننا سنتلاقى مرة أخرى.. فإلى اللقاء


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة