هوس بالعمر؟ لا لكن بدأ العد التنازلي لانتهاء مرحلة العشرينات !
هوس بالعمر؟
لا ..
لكن بدأ العد التنازلي لانتهاء مرحلة العشرينات في حياتي..
فقط أسبوعين .. وبعدها .. لن أكون في العشرينات من عمري مجددا أبدا !
الفكرة مخيفة وغريبة..ولا أشعر بانتماء لها حقيقة..
بذات الوقت أشعر بأنه علي تخليد هذه اللحظة مع نفسي..
أريد أن أقف وأصفق لي كثيرا.. أن أستقبل كل نسخي السابقة..
"رُبا" ذات ال5 سنوات، 10 سنوات، المراهقة، الشابة، الهشة المتألمة..المقاتلة، العنيدة والقوية.
أريد أن أستقبل كل نسخي.. وأحتفي بهن.. واحدة واحدة.. لأنّا بعد ثلاثة عقود وصلنا معا إلى هنا.. إلى مكان آمن.. إلى حيث كنا نحلم معا ..واجتهدنا كثيرا..
فخورة بهن.. لأني وحدي أعلم كم كان الطريق طويلا وشاقا، ولأني لم أحظى بفرصة أن أحتفي بهن يوما، ولم أشكرهن أبدا.
أتمعن النظر بتفاصيلي .. كمراجعة ذاتية مؤخرا لسنوات عمري_ التي حقا لا أعلم كيف تسربت من بين يدي_ أفكر .. الكثير حدث خلال ثلاثة عقود لكن مروا بسرعة.. كلمح البصر..
أنظر إلى "أنا" التي تسكن في الماضي
لطالما كنت قاسية جدا عليها، أنتقدها، لا شيء كان يرضيني مهما اجتهدت ..
كنت أشعر دائما أنه من الصعب أن أصل إلى تطلعات ذاتي..
كأني لست جيدة بما يكفي دائما أمام نفسي..
لا أرضى أبدا عني .. مهما فعلت..مهما وصلت.. مهما اجتهدت.
يؤلمني أني كنت دائما أجد عيبا ما بي في وقت كنت حقا "شابة وجميلة"
يؤلمني حين كنت أعتقد أنه علي أن أكون "غير ذاتي" حتى أبدو أفضل.
يؤلمني حين كنت أفكر بأني لا أريد أن أكون "نفسي" في كثير من سنوات عمري.. كنت أجد دائما الفرصة لتسليط الضوء على عيوبي بدلا من الاحتفاء بطبيعتي ومحاسني.
لو أتيحت لي الفرصة أن أعود إلى الماضي وأقابلني من جديد، وأقول لها
" أنت جيدة بما يكفي، لا داعي لبذل كل تلك الجهود، لست مطالبة بإثبات أي شيء لأحد .. لا داعي أن تصدقي كل كلمة جارحة قالها لك يوما الأقرباء والغرباء"
مؤسف، كنت أتبنى آراء من حولي عني.. أصدق روايتهم عني ..
وكأني أسمح لهم بأن يرسموني ويشكلوني..
بالرغم من أن لا أحد أبدا كان يعرفني جيدا.. لا أحد يوما أدرك حقيقتي حتى.
أحزن لأني لسنوات طويلة .. توقفت عن رواية قصتي بنفسي ورسم ذاتي بريشتي وتشكيلي بقلمي.
لأني كنت أخفيني بكثير من الأحيان.. أحجمني.. أخفي قلبي واختلافي وعقلي وأفكاري وإيماني.
لكن لأجل من.. من كان يستحق أساسا؟
أحزن لأني كنت أخاف التصفيق لأجلي والاحتفاء بأصغر وأكبر إنجازاتي، كنت أخضع لضحكاتهم، وتحجيمهم لي، وكلماتهم القاسية، نظراتهم.
كنت أمنحهم القوة دائما ليجعلوا "فرحي" مشوها وهشا وناقصا..
حتى أني ..كنت أخضع كثيرا لعقلي الذي يصدق الجميع ولا يصدقني.
الذي يستمتع غالبا بسحبي للهاوية.
على أي حال ..
طالما أني ما زلت هنا على الأرض.. إذا ما زال هناك فرصة لأرسم القادم كما يحلو لي.. أن أعتذر لنفسي كثيرا ويوميا عن الكثير من الخراب الذي سمحت بأن يحل بها.. أن أعود لأروي قصتي "أنا" بنفسي من جديد.. ما زال هناك فرصة لأخلق واقعا "روحي" تريده.. هناك فرصة لأتعلم عني أكثر.. لأعرف كيف أصوغني بشكل أفضل.. لأدافع عن كل ما بنيته.. لأدافع عني.. عن إيماني.. عن روحي .. لأحتفي بقلبي ونفسي وبالحياة التي وُهبت بشكل يليق بي وبروحي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات