أفكر دائما.. كيف لي أن أصف "كلي" لهذا العالم .....؟

حقيقة أنا لا أشبهني كثيرا في الصور.. أبدو بسيطة في تلك اللقطات ساكنة هادئة..

هذه ليست أنا .. أنا أعقد من ذلك بكثير.. والعواصف بداخلي لا تهدأ أبدا..


أفكر دائما كيف لي أن أصف "كلي" لهذا العالم ..؟


أعتقد أن هذا العالم لا يعرف حقيقتي حتى اليوم ويصعب عليه فهم كلي .. أنا أجزاء كثيرة .. قطع متناثرة ومتناقضة ..

أحاول إلصاقها لعلي أكون "أنا"..

أنا لست صوري .. ولا أقصد منها محاكاة "الترند" في هذا العالم

ولا أريد أن أكون "فاشينيستا" حتى .. ولا أريد أن أقول للعالم "ما أجملني"..


هذه فقط لحظات عمري التي أشاركها .. إنجازاتي .. شعوري بالفخر بنفسي أو ابتسامة وضحكات حظيت بها بعد أيام طويلة من البكاء .. ومحاولات كثيرة في الشفاء


لقطة جعلتني أبدو جميلة لوهلة، بعد صراع طويل مع قلة الثقة بالنفس..والكثير من المخاوف.

لقطة تقول لي "أنت جميلة" وتصرخ في وجه كل موقف وكل شخص وكل كلمة وكل استهزاء وكل مرة قيل لي فيها عكس ذلك.

حتى..


أنا لست حروفي التي أكتبها تماما.. بل على العكس هناك الكثير من النصوص التي لم تعد تشبهني بشيء.. أنا أكتب دائما محاولة أن أستجمع أفكاري لأفهمني لأحاول صياغة ما يدور في داخلي بطريقة مرتبة أكثر، أحاول من خلال الكتابة فقط تهدئة العواصف التي تحوم بي وإسكات الأصوات التي تصدح في عقلي..

ثم أنشر ما أكتب بعشوائية .. لا أقرأ نصوصي مرة أخرى، أبدا ..

فلا أقصد منها الفلسفة وإظهار مواهبي والتفاخر بعقلي وثقافتي ولا أريد إضجار هذا العالم بفلسفاتي وأفكاري وثورتي ..

أنا فقط أكتب لأن الحروف هي صوتي الذي تم إسكاته طويلا

هي وسيلتي لأسمح لروحي أن تتحدث.. أن تشعر بوجودها.


المهم.. أنا لست تماما ما تراه في صوري ولا ما تقرأه في سطوري .. هذه قطع حقيقية مني .. لكن ليس كلي..

أنا الكثير ..

أوقات سعيدة ونوبات هلع وحزن مخيفة..

أنا المعرفة والعلم والجهل والتخبط في آن ..

أنا العمل والحب .. الطموح والتكاسل ..

أنا الثورة والخنوع.. القوية والضعيفة..

المنطق والعقل والعاطفة العميقة الشديدة

الانطواء والانطلاق..


وعلى فكرة.. احتجت ثلاثة عقود حتى أحب هذه الأنا بكل ما فيها.. وما زلت أحاول كتابتها ورسمها وتقديمها بحقيقتها وما يليق بها.. والأهم حمايتها لأنها تستحق.

ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة