لمَ على البشريّ أن يجتهد في القبح كلّ هذا؟ أسألُ شريط الأخبار.
إعادة خبز العالم
”لو يوضع العالم في قصديرة فيخبز بطريقة أكثر دفئاً.“ قلت مرة و أعيدها اليوم آسفة أنك لا زلت تستطيع فهمها و تمنيها معي.
كم أشفق عليك لو كنت إنساناً وسط هذا القُبح! فأنا أعرف أنك تقاسي لسكب الماء في كوبك دون التفكير بكل المصابين بأذية شديدة على المنصات الإعلامية، و في البيوت المخبأة، قبح يصعب هضمه في جوفك الراغب في الحياة كما عرفها مليئة بأقلام التلوين الشمعية، و روائح الصوف الملبوس ممن يحب في شتاء لم يستطع التغلب على اشتعال الحب في قلبه.
أود لو أقوى على خلق مقص يقطع شريط الأخبار العاجلة عنك، لو تحطم رؤوس البنادق و تخدش حدة السكاكين فيموت الناس بحب على أسرتهم محتفيين بألم العيش الطبيعي عند لحظتهم الأخيرة، لو أقوى على تعميم سبب توقف أنفاسهم المنتظمة بموت طبيعي في لائحة الوفيات، ألا تموت امرأة فيختنق الورد على البلاكين و في سلال القش، و يلعننا في صراخ سري، أن نحتفل بأعراس الشهداء في بدلاتهم المكوية جيداً عوضاً عن أكفانهم، لو أن الأطفال يعيشون في عالم كله وسائد، أينما سقطوا نعلم أنهم بخير، لو أن البؤس صنبور فأغلقه، صوت فأسكته للأبد، لو أنه الأسود فنمطره بالألوان حتى يذوب.
لو أننا نُترك مع حزننا الإنساني، الممكن عيشه جنباً إلى جنب قهوتنا الصباحية و بعض الكاسيتات الكئيبة، نشغلها و نبكي معها حتى تمسح على رؤوسنا يد كبيرة جداً وعناق عطري من الكون أو من أحدهم.
لو أن ”لو“ ليست مستحيلة إلى هذه الدرجة؟
كم سعى البشريّ في البشاعة حتى أوصل العاديات إلى أمنية عصية الحدوث.
كم سعى البشريّ في البشاعة لتُكسر قلوبنا ألف مرة في شهرين، و يجعلنا نتوقع المزيد.
لمَ سرق منا الأفضلية الطبيعية ليوم جديد.
لمَ اجتهد في التحطيم كل هذا؟
ليته زرع شجرة ليته أضاع شيطانه في حقل سنابل فصالحته الرياح و بقينا بخير.
ليته ترك الخير حاصلاً كما خلقه الله في الأرض فحسب.
اخبز فطيرة، أرسل شعوراً، احم قلبك، كن يداً كبيرة، أما أنا فأعتذر لك عن المأساة، إنها مأساة أزلية، تصبح على ”خير“.
-مرمر.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مازلتُ اعود لاقرها
ما اجملك مرمر
يــاه💙!!!!.