في رحلة تطورك وشفائك مع هذا الكون.. لا يوجد طريق للعودة
بعد أن تقرر الغوص في أعماق هذا الكون ومحاولة التعرف عليه بوعي وبلا وعي.. محاولة الغوص في تفاصيله وأسراره..
يصبح من الصعب جدا أن تعود الإنسان الذي كنته في السابق..
لن تصادف أبدا خلال طريقك أي إشارة "يوترن"..
ببساطة.. لا طريق عودة من الصحوة
من الممكن أن تسبح أن تطفو أن تغرق أن تضيع، أن تطير عاليا أو تتوه في سراديب جنون هذا الكون وأسراره، في خبايا نفسك وأمراضك واضطراباتك ومزاياك وعظمتك لكن لن تعود أبدا إلى الوراء .
أنت متورط تماما في وعيك وإدراكك .. متورط تماما في علاقتك مع هذا الكون .. ولن يترك يدك أبدا في منتصف الطريق .. لن يسمح لك بأن تتخلى عنك..
لا أستطيع الجزم بأنها رحلة سعيدة مريحة، فحقيقة في كثير من الأحيان تصبح علاقتك مع الكون غريبة ومريبة وفي بعض الأحيان مخيفة..
ستفقد ثقتك في هذا الكون .. ستفقد إيمانك بالمعجزات
سيبين لك هذا الكون أحيانا مدى هشاشة إيمانك
وسيدوس بقسوة على ضعفك ومخاوفك
ثم يعود ويقوم باحتضانك وتقديم الحب لك ..
لكن لن يدوم ذلك طويلا حتى يلقي بك في دوامة الجنون من جديد ..
وفي أحيان أخرى سيحاول التواصل معك والتحدث معك من خلال كل شيء حولك.. لعله يؤمن أنك قادر على أن تصل إلى ما يجب أن تصل إليه.. أو يحاول اكتشاف ذاته من خلالك.. أ, يحاول أن يرى إلى أي مدى أنت قادر على النمو والتطور ..
بينما أنت تحاول التعرف عليه من خلال الألم والفرح .. الكره والحب .. الخوف والأمان .. وتحاول التعرف على نفسك أيضا.. إلى أي مدى قادر أنا على الصمود ..
ستتعلم مع الوقت كيف تنصت إلى هذا الكون.. كيف تنصت حتى إلى السكون.. إلى موسيقى الصمت ..
في آخر مرة تحدثت بها مع الكون.. قال لي :"طوال عمرك كنت تحاولين الوصول إلى الأشياء ومحاولة اكتشافها بعد جهد طويل، ومحاولات حثيثة ومره ..كنت تصلين إلى الأشياء بقلق.. بغضب..تصلين وأنت منهكة، مرهقة، متعبة، لكن لعله حان الوقت الآن أن تتعلمي كيف يكون الاستسلام، كيفية التوقف عن المقاومة .. كيف يكون أحيانا السر بالإنصات للصمت والسكون .. عليك أن تتعلمي كيف تجلسي وتراقبي بينما يسير كل شيء وفق ما كان عليه أن يكون"
وأنا بالعادة أكون ابنة مشاغبة مع هذا الكون، عنيدة، ومشاكسة،
لكن لأول مرة أكون مطيعة وأقول للكون :"آمين"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات