ليس كل قولٍ يتبعه فعل فالكلام ما أكثره فهو الطريقة الأكثر سهولة
لا تُعيب على أحدٍ تصرف معين أتخذه فى موقف معين وفق تقديره للأمور، هو وحده من تعايش مع هذا الموقف وعايش كل تفاصيله كبيرها وصغيرها.. فلا تلومنَّ أحداً دون معايشة وضعه ودون معرفة صورة كاملة واضحة المعالم لما عاش فكلاً منا له نظرته فى تلك الحياة وكلاً منا يقدّر الأمور حق قدرها كما رآها هو مناسباً، فالكثير يتكلم ويبدى الآراء جُزافاً من بعيد وهم يقفون على الهامش.. فيطلقوا الأحكام بسطحية ويطلقوا آراءهم المثالية تباعاً هنا وهناك وينتهزوا الفرصة لينتقدوا انتقادات لاذعة وكأنهم يتصيدون أخطاء بعضهم البعض..
الغريب فى الأمر أن هؤلاء الذين يظنون أنهم أنصار الحق والحقيقة قد يتصرفون نفس التصرف عندما يتم وضعهم فى نفس الموقف أو ربما كان تصرفهم هو الأسوأ من نوعه..
الكل يظن فى داخله أنه يميل إلى المثالية وأنه دائماً إلى جانب الحق والخير وأن رأيه هو الأصوب على الإطلاق حتى أولئك الظلمة الذين ملأوا صفحات التاريخ القديم والحديث بفسادهم فى الأرض وظلمهم المهول الذى عانى منه القاصى والدانى، هؤلاء لا تكاد تستمع لأقوالهم حتى تجدها مليئة بحب الخير والحق والعدل، والويل كل الويل لمن يقع تحت وطأتهم، سيتلوى من شدة الظلم وسيذوق العذاب الأليم بينما هم يرفعون شعار الحق والعدل فى كلماتهم..
ليس كل قولٍ يتبعه فعل فالكلام ما أكثره فهو الطريقة الأكثر سهولة قد يطلق هذا وذاك كلاماً منمقاً تكاد تنبهر من فرط عذوبة العبارات ولا تكاد تنبهر بتلك العبارات الرنانة حتى تجد فيما بعد أنها هباءً منثورا لا فائدة منها ولا طائل!
يقال بأن أحد السلاطين المؤمنين بالله ذبح ذات يوم مئة ألف ممن كانوا على عقيدة أخرى غير عقيدته التى تربى هو عليها ثم جعل من جماجم هؤلاء القتلى منارة عالية وصعد عليها مؤذن يصيح بأعلى صوته "لا إله إلا الله"
وهذا لأنه يعتقد أن عقيدته هى السليمة وما دون ذلك كفرٌ بواح ذاك هو منطق البعض من الناس جلد الآخرين ورميهم بالاتهامات ومحاسبتهم حساباً شديداً على آراءهم المختلفة فى حين قد يكون جميع الآراء صحيحة ولكن محدوية عقول البعض تخيل إليهم أنهم لا مثيل لرأيهم ولا رأى بعده..
علينا تقبل جميع الآراء وتوصيلها عن طريق مناقشة بناءة تُفيد الجميع بعيداً عن الصراعات والتعصب. دعك من تلك النظرية السطحية أن من يخالفنى الرأى فهو بلا شك عدوى!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
نريد المزيد من هذه الإبداعات!