كل ما ورد في النص ما هو إلا سباحة في عالم الخيال.. فأهلا بك في عقلي :)
سأعطي عقلي مساحته وأطلق خيالي حيث اللامكان واللازمان واللامحدودية
ماذا لو كان كل عصر يحتم عليه العيش في ذبذبات محددة وطاقة محددة
عصرنا الحالي هو الأكثر مللا والأبسط من حيث التكوين، عالم ثلاثي الأبعاد.. يحكمه منطق بشري بسيط، وماديات مهترئة ستفنى قريبا .. لا أحد هنا قادر على الخروج من تعويذة هذا العصر.
هنا المنطق المحدود يحكم الجميع، والأجساد محكومة بترددات معينة في سمعها وبصرها وبصيرتها. محكومون بقلة المعلومات وهشاشة الرؤية والسمع والإدراك. وبقفصنا هذا مُنعنا من معرفة أي حقيقة واحدة كاملة.
كل ما نملكه قصاصات معرفة، وهم معرفة.
نحلل، نفكر، نتنقد، نربط الأحداث والمعلومات، نسمي أنفسنا "بالخبراء" و"المحللين" و"الحكماء" ونحن لسنا بأكثر من "متوهمين" بالخبرة والتحليل والحكمة التي نملكها.
ماذا لو، محتوم علينا في عصرنا الحالي، لسبب ما معرفة أنصاف معلومات وعقائد وأن نحمل وزر تاريخ مشوه.
ماذا لو، الحضارات السابقة كان عصرها هو عصر الأبعاد الأعلى والأرقى.
تلك الحضارات التي تضج آثارها بطلاسم وكتابات غريبة وقصص وأساطير تفوق الخيال ومجسمات برؤوس سحالي وأنصاف أجساد بشرية، لكنها حكيمة ولديها من المعرفة ما مكنها من الاستمرارية.
ماذا لو كانت تلك الحضارات تعرف أكثر .. ترى أكثر .. وتدرك أكثر، بأبعاد أوسع وترددات أعلى وطاقة مهولة لم نعهدها من قبل.
لكن لسبب ما اندثرت وانتهت، وكان هناك فيصل بيننا وبينهم، وكأن لا ينتمي أحدنا للآخر، وكأننا لسنا أبناء الفراعنة وآشور والسومريين، لسنا أحفاد المايا.. لسنا أحفاد القدماء.
هناك فجوة، فراغ، يفصل ما بين زمانهم ومعرفتهم وخيالهم وواقعنا.
تلك الحضارات التي كان لديها المتسع من البصيرة تماما باختلاق مخلوقات أسطورية وآلهة غريبة الأطوار .. لعلها كانت تدون واقعها على جدارياتها، لكن لسبب ما غادرتنا تماما، مخلفة الفتات من حكمتها ومعرفتها وتاريخها.
ونحن نحاول أن نجمع قطع البازل الخاصة بهم محاولين فهم تاريخهم وفهم حاضرنا.
ماذا لو أن هذه أجسادنا الضعيفة لا تنتمي لأي بشري قديم، وعقلنا أُعيد برمجته لمستوى منخفض أكثر لا يستطيع تصديق أي خرافات أو أساطير أو قوة خارقة.
هل تم سخطنا من قبل عوالم خفية؟
هل تم ردنا إلى أسفل السافلين؟
ممكن. واستبدلنا السحر بأفلام الخيال، والماورائيات بخيال هش وقصص بوليسية مملة.
لنقل في رواية عالم خيالي، هناك فجوة بين عصرنا، عصر التكنولوجيا والتطور الذي يقودنا الى اللامعرفة واللايقين، وبين عصور سابقة كانت تعتمد في إدراك ذاتها والكون على حدسها وروحها وطاقتها والسحر. كانت تدرك العلوم والمعرفة بقواها الخارقة المفعلة. وبعين حورس المتلبسة كل جسد.
فشيد القدماء حضارات بأدوات بسيطة لكن بفكر عميق وفائق الذكاء، ففي عالم آخر يبدو أن لا أهمية لذكاء الأدوات مقابل سحر ذكاء المخلوقات الحية والمعرفة الحقيقية.
في كون خيالي يقطن بخيالي الشخصي، وُجد في هذا الكون كائنات بمستويات كثيرة ونحن لعلنا آخرها وأضعفها لسبب غير معلوم.
كأننا النسخة الرديئة من كل ما وُجد يوما.
لم يعد هناك ماموث بل تُرك لنا أضعفهم "الفيلة"
لم يعد هناك ديناصورات جبارة بل ترك لنا الكون أضعفهم "ديك ودجاجة"
حتى العلم يقول إن أكثر من تسعين بالمئة من المخلوقات انقرضت حقا.
حقيقة وعلميا كان هناك كائنات مزيج بين زواحف وطوير وثديات في آن .. لكنهم اختفوا للأبد.. أو هاجروا لكون موازي مثلا !
كان للأرض قدرة على التنوع أكثر، لكن لسبب ما .. لحكمة ما ..أو لحدث ما .. تم القضاء تماما على كل الفن والمعجزات السابقة ..
حدث ما أدى لفناء كل ما سبق ونعود للمرحلة الأولى المملة من اللعبة.
لعله ..
نيزك ما تسبب بفناء حيوانات برؤس طيور وأجساد زواحف
فيضانات وأعاصير وثورات طبيعية هائجة أضاعت جزر في المحيط الهندي والهادي ما زلنا نبحث عنها حتى يومنا .. في واقعنا وخيالنا كأطلانتس الضائعة مثلا.
ولعل لعنة الطوفان أكملت مهمة الانقراض على ما تبقى من أجمل وأبدع المخلوقات.
ولم ييقى في هذا العصر سوى قصاصات ورق تحمل روايات مشوهة.
لماذا تضحك أيها القارئ؟ دع خيالي يسبح في فضاء اللامنطق
أليست نظرية الأوتار الفائقة تفترض وجود 10 أبعاد كونية.
ألسنا فعلا "في عصرنا الحالي" نحن البشر الأقل قدرة على إدراك أرواحها وقدراتها، نحن المحكومون في الأبعاد الثلاثة وخرافة الزمن.
دعني إذا اسبح في الأبعاد المفترض وجودها.. لعلي أجد ما هو أجمل من واقع بائس.
البشر الآن في "عصر الدلو" كما يسموه المنجمون ، أي علم الثقافة والعلم والتحرر
لذا ممكن أن تلاحظ، بدء انتشار الاهتمام والتداول مؤخرا في مواضيع الإدراك والوعي الروحانيات.
بدأت تنتشر أكثر المعرفة والاهتمام البشري حول الطاقة والروح وتفعيل حواسنا اللاحسية وقدراتنا الخارقة
ورغبة البشر بالتحرر من واقعهم نحو احتمال أفضل.
بدأنا نرى العالم برؤية جديدة.. تحكم السلطة بنا ورؤوس الأموال،
رفضنا لأي قيود وكذب وتضليل
وإدراكنا لما يخطط له هذا النظام البشري المهترئ لقتلنا والتحكم بنا وتحويلنا لآلات صدئة.
إذا لعلها فرصتنا للصعود من عالم ثلاثي الأبعاد إلى الرابع مثلا؟
جميل؟ جميل ..
عد معي إلى ما وراء المادة المظلمة، ماذا لو كان كل منا يحمل بجيناته وروحه أسرار وخفايا وقدرات عظيمة كان يحملها نسلنا القديم.
محفورة في اللاوعي لدينا.
نحمل طاقات عظيمة دون إدراك منا.
لنفترض هناك أبعاد عليا، حقيقة بمجرد إيمانك بوجود إله وملائكة وجن، إذا أنت تؤمن بوجود أبعاد عليا
تماما كما آمن الفراعنة سابقا وكما يؤمن الهندوس حاليا .. هي مجرد اختلاف "توصيف" و"مسميات" من جيل إلى آخر وثقافة إلى أخرى وزمن إلى آخر.
لذا كل ما أتفوه به ليس حقيقة ضرب من الجنون.. فأنت كان من السهل جعلك تؤمن بما لا تراه
المهم .. أكمل السير معي في خيالي ..
لعل .. لعل .. القدماء وحدهم من استطاع أن يعرف الطرق الواضحة والصحيحة في ارتقاء الوعي البشري من البعد الثالث إلى البعد الرابع وربما الخامس والسادس .. وإدراك كل الكائنات التي لا تشبهنا
تريد أن تسميها "أرواح .. جن .. كائنات فضائية.. كائنات غير مرئية.. سلاحف النينجا.."
لك الخيار ..
تخيل عالم يتكون من مزيج من الكائنات الغريبة .. المتداخلة في تكوينها بين أكثر من بعد
مثلا وأنت في طريق للعمل ترى القنطور .. الذي أشتهر بالأساطير الإغريقية هو مزيج من بين إنسان وحصان قوي البني .. شجاع .. لا يهاب المعارك والحروب .. هو مزيج من البعدين الثاني والرابع.
وحين تريد الشفاء من مرض أو إيصال رسالة لغائب يتجاهلك، بدلا من التشافي عند "life coach" فلتستعن بالساحرات، أو بأحفادهن الذين يمرحون بيينا حتى اليوم.
بوصفة جميلة قادرة على حل كثير من مشاكل حياتك التي تكون خارج سيطرة عقلك ومنطقك، ورق الغار، القليل من قطرات الليمون، أو بعض من "الروزميري" ورشة ملح، فيعود السارق ذليلا .. ويصاب من غدر بك وهرب في قلبه الخائن بعلة لا شفاء منها.
تخيل لو أن كل الكائنات الغريبة الخيالية التي ابتدعناها في رواياتنا وقصصنا وأفلامنا ما هي إلا حقيقة كامنة في ذاكرة جسدنا من تاريخ أجدادنا الأولين.
المهم… كل ما ورد في النص ما هو إلا سباحة في عالم الخيال والتحليل اللامنطقي.
أصنع بأفكاري عوالم ليست موجودة ولعلها في بعد آخر سنكتشف يوما أنها موجودة فعلا J من يعلم؟
لعلنا نحن فقط شريط منسي يعيد نفسه في كون كبير واسع بارد
نحن أسطوانة تدندن باهتزازات وأصوات متقطعة لا يسمعها أحد
أو لعلنا تجربة وجودية أولى غفل عنها الكون ونسيها عمدا لتموت مع نفسها وتفنى
نحن رواية الكون الأولى .. المسودة الممتلئة بالخربشات لصناعة وجود أفضل
نحن النسخ الأولى من نسخنا الأفضل، كوننا هذا الطبعة الأولى من وجود أفضل
وبكل بؤس عصرنا وبدائيته بالنسبة للمخلوقات الخارقة الأخرى والأبعاد المتفوقة علينا بذكائها
وبضعف قدراتنا ومحدودية أبعادنا وبساطة تكويننا إلا أننا قد ننجح في إبهارهم يوما حين يعودوا ليجدونا ما زلنا هنا مستمرين وصامدين نتطور رويدا رويدا بكل جمال وإبداع.
أو .. نحن النسخة الأولى التي ستثبت للكون مدى عدم أهميتها، وفناء مصيرها حتى العدم بسبب الضرر الذي خلفته من حولها.
حقيقة وبعيدا عن الخيال، يبقى الخيار لنا في تصميم أي عالم ومصير نريده.
إلى اللقاء في مجرة جديدة داخل خيالي .. :)
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات