أنا أسمي ذلك.. السمّ. إن كل هذا سمّ نحيا به, هل تستطيع إدراك ما أقصده؟ الضد يستقوي بضده.

أنا واعٍ يا غريب

توسّعت مداركي للحدّ الذي يشعرني بالقرف من التفكير بالأشياء

والمواقف

أحاول تغطية ذلك بالفضول الزائد

فضول الأطفال الذي ماتَ وتحللت خلاياه

ولكنني أحياناً أنظر إلى نفسي فأجدها تؤنبني لبُعدي

عن التمتع بجمال الحياة

بتفاصيل عظيمة.

أين المفر من واقعٍ عاشته النفس وهضمته حتى تخلل بين ثنايا العقل والروح

أجد ما يحدث أمامي كغبي يقود سيارةً في طريق معاكس

لا خيار آخر لديه، مع أنه يستطيع أن يتوقف على جانب الطريق

ولكن إن وقف لن يلحق بزوجته إلى المستشفى

لقد حَاولَت الانتحار،

هل هو غبيّ؟ أم أنها هي الغبية

من يستحق النجاة، ولم

كيف نستطيع إطلاق صفة عن شيء بأنه طبيعي

وبأنه معتاد

على أي حال

لقد فكرت مراراً بجوهرٍ يضفي على الحياة بهجةً بعد كل هذا

على الأقل أرى هذا مناسباً لدافعٍ يحث على الاستمرار

دافعٌ يحث على الاستمرار كي نبقى نمسك بالعجلة

ننطلق إلى حتفنا ولكننا مجبرون

في كلتا الحالتين،

الهلاكُ قائم.. إلّا أن أحدهما حماسيّ

وربما جميل.. هل هو كذلك؟

استمعت مرة لأحد "الناجحين" وهو يلوح بيديه أمام ثلة من أصحاب نزعة "فكر بما تريد تحصل عليه"

يدلهم على طريقه الذي ليس كمثله طريق، ويجب على الجميع أن يتخذه مسلكاً

لأنه "نجح" فيه

وهو عملياً.. ناجحٌ في إلقاء دروسٍ عن نجاحه فقط

أما عن التوصيفات التي ألصقت بالنجاح ومايدور حوله من كاريزما وسيارة وبدلة ومهنة ووو..

فلا معنى لها

هل تعرف ياغريب

إن الخدعة الكبيرة التي نحبها ونعرف بأنها كذبة هي

ذلك الجوهر المنتظر، فما إن حدث شيء نعتبره جيّداً

يصبح هو المحور والمحرك الذي يدفعنا،

يمكنني أن أصفه بوقود السيارة

ما هو السبب الرئيسي للموت؟ بالضبط.. الحياة

هي لعنةٌ وهبةٌ في نفس الوقت

تستطيع أن تستخدمها كيفما شئت وأردت

يمكنك أن تكون تعيساً بسعادة

قد يكون من الخطأ الحديث حول شيء لم نستطع فهمه حتى الآن بهذه الطريقة

ففي وقت ما سيعود ذلك المجهول ليمسح ما فهمته بموقف بسيط، لأنه دائماً ما يفعل

كمن يقرر الإقلاع عن التدخين في الليل ثم يستيقظ صباحاً ويقول لنفسه يالي من غبي.. بماذا كنت أفكّر! ثم يشعل سيجارة

هل ترى؟

أنا أسمي ذلك.. السمّ

إن كل هذا سمّ نحيا به

هل تستطيع إدراك ما أقصده

الضد يستقوي بضده

فتحب الحياة أكثر عند المرض

- يقدّم "صافي" سيجارةً للغريب

ويكملان طريقهما.. لاكتشافِ سمٍّ بطعم أجمل

-أسيد الطعان


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أسيد الطعان

تدوينات ذات صلة