أعدك بأن أنساك ، سأكتب قصتنا كي أنسى كل وعودك الكاذبة ، فأنت ورقة احترقت من حياتي .

منذ ساعات وهو يصارع أفكاره ويصارع هذه الورقة البيضاء الملقاة أمامه كالجثة الهامدة ، أفكار كثيرة تعصف برأسه ولكنه لا يدري كيف يلفظها على الورق ، منذ أيام وهو على هذا الحال ، صراع الورقة البيضاء من أصعب الحروب ، وهو يكره هذه المرحلة ، ولكنه عادة ما يتغلب عليها سريعا ، أما هذه المرة فهو يشعر بأن هنالك شيء غير عادي ، هل لأنه يريد أن يكتب عنها ، وما كان منها .

دارت الأسئلة في رأسه هل سيكتب عن الحب العظيم الذي جمعهما ، والوعود البراقة التي قطعاها ، والأحلام الوردية التي نقشت في رأسه ، عن البيت الجميل الدافيء وعن وعن ، أم أنه سيكتب عن الخيانة ، خيانتها له ، وتركه على قارعة الطريق يندب حظه ويبكي على أطلال قصة حب جميلة عاش فيها بكل حواسه ، أشرع لها قلبه وعقله ، فما عاد يستطيع الحياة بدونها ، ولكنها في لحظة أنهت كل شيء ، كانت تتحدث وهو لا يكاد يصدق ما يسمع ، لفه ضباب كثيف تشوشت لديه الرؤيا فلم يعد يراها أو يسمع ما تقول ، أصبح خارج الزمان والمكان ، فلا يعقل أن سنوات من الحب تذهب هكذا كرماد تذروه الرياح ، ولكن هذا ما حدث .

كيف يكتب عن الحب والخيانة في نص واحد ، عن الأمل والألم ، عن الموت والحياة ، لا يمكن ،عليه أن يختار أحدهما وإلا فإن لوعة الفراق وألم الطعنة سيطغى على كل ما سيكتبه .

قام من مكانه وأسلم نفسه للذكريات عله يجد ضالته هناك .

أغمض عينيه وبدأ شريط الذكريات يمر أمامه ولكنه فجأة سمع صوتها وهي تقول له الوداع فمثلي لم تخلق لمثلك .

عندها فتح عينيه وقرر أن يكتب عن الخيانة .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

نداء طعم الخيانة مر ولذلك صعب ادراجه مع حلاوة الحب 💜💜 أسعدني مرورك 💜💜

إقرأ المزيد من تدوينات قلمي / عبير الرمحي

تدوينات ذات صلة