أَنا تلك الكاتبة التي تُلامس قلبك فلا تقلق، مترجمة لشعورك على ورق...



ليلةٌ تَسودها أَجواءٌ غير مُستقرة، في نَظري باتت مُناسبة لِمُخاطبة قلمي لِأوراقي لِتدوين ما حولَ حِبرهُ إِلى رماد؛ حالةٌ غريبةٌ وعقلٌ باتت أَفكارهُ إِنتحارية وقلبٌ ينبِض لمن لا يعرف، وروحًا باتت تتمنى الموت.

قبل بدأ طقوس إِنعزالي أَرغب بتقديم العَزاء لِأحلامٍ دَفنتُها تحت ظل القمر والتي حاولتُ جاهِدةً تحقيقها وبُئتُ بالفشل، كانت حربي مع ذاتي مؤذية جدًا والخسائر كانت بِداخلي داميه، يسألني طيفٌ مار ماذا أُريد بهذهِ اللحظة فأجبتهُ من دون تَفكير أَرغب بِرمي نفسي من هذهِ الهاوية لِأنضم لأعداد اللذين أَعلنوا استسلامهم، كانت نظرات ذلك الطيف غريبة وكأنه يود مُساعدتي على ذلك لوهلةٍ شعرتُ بِخوفٍ لم يسبق لي أَن شعرتُ به، لمَ لم يحذرني من أَفكاري هذه وهو طيفٌ لِإحدى الأَموات الذي انتحر سابقًا من أَعلى شُرفة بيته!

تلاشى التفكير وأكلتني الحيره فعدتُ هارِبةً لِأُكمل حديثي مع أَوراقي مُختبئة بين جُدراني، فالخوفُ قيدَ أَضلُعي، تَمسكتُ بِقلمي وبدأت أُدون ما يشعر بهِ ذلك الذي يسكن يسار صدري، آآآآهٌ آه لم يكتفي بنبضاتهِ المُتسارعه التي أَودت بي مَريضة لا راحة لها حتى بالهدوء والطمأنينة، بدأ قلمي يكتب ووسادتي تُنادي اتركي قلمك وتعالي اغمضي عينيكِ وارتاحي لا تكتبي، لا تكتبي.

كُل يوم يخرج من قلبي جنازة تعود لِأحدهم وكأَن قفصي الصدري تحول لِتابوتًا يحمل بداخلهُ قلبي الحيّ الذي باتَ يموت حيًا!

افترقنا قبل أَن نلتقِ، افترقنا قبل أَن أُخبره أَنهُ كان طمأنينتي التي أَحببتها، وأَنني لم أُحب اسمي إلا من بعده، يُناديني بِطريقة جُنونية أَحببتها مع مرور الوقت، كان يُناديني مراتٍ مًتتالية ٣٩٩ مرة في دقائق قَليلة!

افترقنا قبل أَن أُخبره أن هشاشتي كانت أمامه شفاء لي لا تُمثل ضعف أَو إِنكسار، نظراتهُ لا تهدأ كُلما نظرتُ لعيناه وددتُ امتلاكه والعودةُ بهِ إلى موطني فأسكنهً ويسكُنُني، رحل والنوم لم يعد الحل المُناسب لِهروبي المُعتاد.

أَخبرتهُ أنني مُحطمه لم يحاول تَرميمي حتى!

نَظر لِعيناي التي يَغزوها السواد لم يكترث بل استهزء بِحالتي وتعبي وقِلة حيلتي وانطفاء مُهجتي، لملَمَ إِبتساماته ورحل بِدمٍ بارد تاركًا النار بِداخلي تحرق أَنفاسي.

من الذي أغواكَ حتى تركتني؟

ونقضتَ عهدًا واليمين فخنتني، لم أعد تلك الفتاة الهادئة المُحبة للحياة، بل تحولتُ لِفتاة كارهه لكل شي، مُلحدة بالحب بل كافرة لن تؤمن به، لاعنه لذلك الأسم ايً كان صاحِبهُ، هكذا أصبحت.

في هذهِ الساعة من الفجر أَدركتُ أَن إِمساكي للقلم وتوثيق هزائِمي شعورٌ مُهلِكٌ للغاية، مُرٌ جدًا، لكنني ومع كل هذهِ الفضفضة لا زلتُ مثقلة بالڪثير من الأشياء التي ترڪتها تمر دون أن أڪتب عنها حرفًا واحدًا، لم تُفيد خطة صمتي عن البكاء في هذهِ اللحظة فعيوني مُثقلة بالهزائم أمطرت فتلاشى ما كتبتهُ على ورقتي التي أَصبحت غريقة الدموع، أُقسم أنني حاولتُ ألا آَبكي لكنني انهرتُ في النهاية.


بِقلم الكاتِبة: مــرح حسان صوان.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الكاتبة: مرح حسان صوان.

تدوينات ذات صلة