لِصديقتي الراحِلة لروحك السَلام، سَتبقى ذِكرياتك حيةٌ بِداخلي سنلتقي.

" رِثاء"


كتبتُ في رِثائك أَبياتُ شِعرٍ دَمعت على حُزنها أَسطُري...

غَريبةً، فَصديقةً، فشقيقةً، حديثٌ كان آخرهُ أَتَتَذكري..

أَيامٌ تَجمعنا في مدرسةٍ، مُراسلاتٌ على الورق، يكفيكِ نومٌ عودي لحياتي هيا أَبصِري...

أَخبرتُهم مِرارًا أَنكِ على قيد الحياة حتى كَسرت كَلِماتُهم أَشرُعي...

كُنتِ ولا زلتِ وسَتبقين الأَحب إِلى قَلبي...

حالي بِرحيلك تَغيرت، تَبدلت، عَودي لحياتي أَزهِري...

بوفاتك قد أَعلنتُ وفاتي، وَعدتِني أَننا سَنبقى حتى المَشيب، ظهرَ الشيب باكِرًا يا كَسرتي...

لم يسمحوا لي برؤيتك، بِتقبيلك، بإِحتضانك للمرة الأَخيرة، رَحلتي، بعد العزاء أَضعت طريق عودَتي...

أَحقًا لن أَراكِ مرةً أُخرى؟ لن أَسمع صدى ضحكاتُكِ! حَسنًا دعينا بالحُلم نَلتَقي...

سَتبقين حَية في ذاكرتي...

أَضعتُ حُروفي، تَكبلت عِباراتي...

تَلاشت أَحلامُنا، بِتُ وحيدةً يا مُهجة ذاتي...

عسى قبرك نورٌ ونعيم، نامي إِطمئني لن انساكِ من دعواتي...

أُمازِحُكِ لستُ وحيدة، ها هو طَيفُك يُلازِمُني في غُرفتي...

شُكرًا لِتواجُدكِ الدائم بِجانبي...

رَسمتي الإِبتسامة عند بُكائي، أَضعتي حُزنًا، أَزلتِ دمعةً، كيف لي بِبُعدك أَن تُشفى جُروحي!

يا صديقةً كانت مَلجَئي...

يقولون الصُحبة أَحيانًا كالجنة، أَنتِ بِالتشبيه جَنتي...

أَشتاق لرؤيتك، فأُقبل صورتك وأَحتضنها ثم أُقبِلُها واحتَضتها، واعود للنوم بعد أَن أَصبحت الدُموع وسادَتي...

لن يُعوض غيابُك أحد، حتى لو اجتمع العالم حَولي...

يالله، أَعطيتني آية خير صديقة في حياتي، فلا تحرمني منها في الجنة، يالله استجب لِدعواتي...

أَنا العائِدة إِليك دومًا حين تَهزمني أَشواقي...

مُدني بالصبر والقوة، أَعني، أُجبر كسري، واحفظ باقي صَديقاتي...

كَرسالة أَخيرة لكِ يا آية، العهد والوعد بيننا باقي...

فَلتَرقُدي بِسلام يا حبيبتي يا حُزن قلبي هل لي بطلبٍ أَخير؟ حينَ نلتقي بِحُلمٍ أَخبريني عن سر وصفة ذلكَ الطبق صَدقيني طَعمُهُ إِلى الآن باقي...

هه، تَعلمين أَنني عاشقة للطعام، ماذا أَفعل أُبتليتِ بي، اعترف وأُقرُ بذلك، سامحيني لِأَنني أُراسلك حتى الآن، فكما تعلمين آيضًا الإِزعاج من صفاتي...

يُسعِدُني أَنكِ قَبلتني بأَسوء حالاتي...

يا صَديقةً لن تَمنحني الحياة مِثلها مرتين تَشرفتُ بِكِ صديقةً، وشقيقةً، وَمخبأ لِأَسراري...

سأَخلدُ الآن للنوم، أَعلم أَنك الآن بإِنتظاري...



إِعترافٌ آخيرٌ مِني، لا زلتُ مُحاصرة داخل صَداقتها، بعد وفاة آية أُصبتُ بحالة أَوذت بي لِطبيبٍ نَفسي، بالبداية ظَننتُ أَنني سأَتعافى وأَنني سأَعتاد على ما خَلفتهُ من غياب، ودَمار شامل ناتج عن صَدمتي بِرحيلها،

الأَول من كانون الأول شَيعتُ جنازةً، مع كل حِفنه من التُراب كانوا يَدفنون بِجوارها جُزءً مني، أَنا الآن بِجِوارها.

أَعلم أَنها تَخاف الليل فأَبقى حتى بُزوغ الشمس ثم أَعود للحياة التي تَخلو من وجودها.

رحلت من الحياة لكنها لن ترحل مني، لن أَدع نفسي للغربة، فَبُعدها عني غُربتي.



بِقلم الكاتِبة: مرح حسان صوان.

لِصديقتي الراحِلة: آية العطيات.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الكاتبة: مرح حسان صوان.

تدوينات ذات صلة