اللهم إرحم تِلكَ الصغيرة المُلقبة ب ( نيدو ) من شدة بياض وجهِها، واجعلها طيرًا من طيور الجنة.
هي الطِفلةُ التي كانت تجلِس بالقُرب من مدخل مَنزِل ذويها على الرصيف مُقابل بقالة الحيّ يراها جميع العابرون في الطريق، فأنا تقريباً كنت أرى تِلكَ الطِفلة كُلُ يوم عِندَ الذهابُ إلى المدرسة والذهابُ إلى البقالة.
نادين فتاة صغيرة تَبلُغ من العُمر ثلاثة أعوام رقيقةٌ
تتميز بجمال لونُ بشرَتُها شديدة البياض ولونُ سواد شعرِها الذي ينساب على كتفيها كالحرير.
لكن رُغم صغر سني الذي كان لا يتجاوز المرحلة الإبتدائية في تِلكَ الفترة، استطاعت الطفلة لفت انتباهي، وكأنها ملاكٌ وليست ببشر، نورها ساطع يُضيء الوجوه وَيَجذِب الأنظار كالمغناطيس، أحببتُها بقلبي وبدأت التقربُ إليها كُلما رأيتها أجلسُ بجانِبُها وأتحدث معها، أصبحنا صديقَتان مقَرَبتان أُحِبُها وتُحِبُني، وأثناء فترة الإجازة أذهب وألعب وألهوا معها، أُساعِدها بقطع الشارع إلى الجهة الأخرى، أبقى أُراقِبُها خوفًا عليها حتى تصِل إلى حيث تُريد الذهاب، مضى أيامٌ من صداقَتِنا، حتى اكتشفتُ أنَ جميع من يَسكُن الحيّ يُحِب رؤية تِلكَ الفتاة، ويُحِب مُساعَدَتُها ويتآنس معها الكبيرُ قبل الصغير، وفي إحدى الأيام كانت تلعب على أدراج سُلم العِمارة التي تسكُن فيها، وإذ بها تسقُط على تِلكَ الأدراج، وسُرعان ما تم اسعافِها إلى المستشفى وانقاذها، أخبرَ الطبيب والديها انها بخير، لكِن تعرضت لكسرٍ في احدى عِظام الأرجُل وقامَ الطبيب المُعالج بوضع الجبيرة على مكان الكسر ولا يستدعي وضعُها الصحي البقاء و المكوث بالمستشفى، وسمحَ لهم المغادرة إلى المنزِل بعد إجراء الفحوصاتِ اللازمة والعِلاج، بعد دقائق من وصولها المنزل بدأت تشكو من أوجاعٌ في صدرِها وأصبحت تستفرغ ما بجوفِها يُشير وضعُها الصحي إلى وجود مُشكِلةٌ أُخرى تستدعي الرجوع إلى المُستشفى، تبكي تتألم تصرُخ دونَ مَعرِفة السبب!
وبعد لحظاتٌ قليلة فارقت الحياة اثر نزيفٌ داخليّ حدث في جِسمها، لم يتم رؤيتُه بسهولة وتشخيصُه من الأطِباء،
فارقت الحياة وانتهى كُل شيءٍ جميل برِفقَتِها، أكتبُ الآن بعد مضي أعوام من عُمري أروي قِصَتُها وأنا أرى تِلكَ الملامح، أستذكِرُها وكأنها تجلِس قُربي صورة وجهها لا تغيب عن ناظري ورائِحَةُ عطرِها ما زالت تفوحُ في أنفي.
كبرت و أيقنت أن العلم عند الله، أن سبب وفاة الطفلة وسقوطها، كانَ سببًا إلى إصابتها بالعين و الحسد، فجميع من يسكن الحي تحدثوا بوفاتها بأنها لم تكن يومًا " بنت عيشة "
فاللهم إرحم تِلكَ الصغيرة المُلقبة ب ( نيدو ) من شدة بياض وجهِها، واجعلها طيرًا من طيور الجنة.
بقلم الجِلنارية: وردة عوض الله أبو وردة.
مُديرة فريق جِلنار الدولي
{ مـــرح حسان صــوان }
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
ابدعتي يعمري 🤍🫶🏻
برافو زميلة ابدعتي ❤️حبيت النص الف ما شاء الله عليكي ♥️♥️
يسلم اديكي والله ابدعتي كتير كلام اكثر من رائع 🥺❤