لطالما خَشيتُ أَن تغترب نفسي عني وما خشيتهُ قد حدث، لم أَعد كسابق عهدي أُقِرُ وأَعترف لكن! لِما اللوم والعتاب؟



ليلةٌ أُخرى والوجوم يُقيمُ بِقلبي وعقلي في آنٍ واحد، اليوم وبعد مرور الكَثير من الوقت والفصول والأَيام أَعترفُ أَنني مُستسلمة لِحُزن طالت معركته مُحاولًا هزيمتي ولقد نَجح بِذلك، تناقُضاتٍ أَلزمتني على إِعتزال الكَثيرين والإِختفاء من حياة ما تبقى منهم، مُتعبة جدًا، حزينةٌ جدًا.

لطالما خَشيتُ أَن تغترب نفسي عني وما خشيتهُ قد حدث، لم أَعد كسابق عهدي أُقِرُ وأَعترف لكن!

لِما اللوم والعتاب؟

من تَسبب بحالتي هذه غدر الأَيام لبراءة قلب، وخِيانة الأَصدقاء ونُقضان العهود، وفِراق الأحبة.

برودٌ انتشر بِداخلي فَبِتُ لا أُعطي أَي رد فعل شُبهتُ بالجثة التي لا تُحرك ساكِنًا والتشبيه هو من قَتلني، لستُ كذلك بل طقوس حُزني مختلفة، يبدأ بالسكوت والشرود ثم ينتقل لِفقدان طاقتي على الوقوف فأَغدوا طريحه الفِراش، أَنا يا أَبي لا أَحزن مِثل البقية، حُزني قاتل وإِبنتُكَ قد أَصابها الحُزن بطريقة عَجزت عن شِفائها وهي التي تُداوي جِراح وأَحزان الآخرين.

لم تكن الأَيام عادية يا أَبتِ وابتسامتك هي صَبري الوحيد الذي يدفعني للنُهوض، أنا تلك التي صادفت الكثير من الأَقنعة والقليل القليل من الوجوه، كم وددت يا أبتِ أَن أُخرج قلبي ليراه من حولي لِيُدركوا أَنه مُحطم لعلهم يرأفونَ بِحالي، لم تَكن حربي مع هذهِ الحياة سَهلة الإِنتصار فكُلما حاولت التقدم للأَمام تُحاول الحياة أَن تُلغيني، قلمي يرغب بِكتابة الكَثير لكنهُ ينتظر شِفاء روحي المُنهكة، قلمي باتَ يعرفني أَكثر من الجميع منذُ إِدراكه أَنني لا أَعود إِليه إِلا بلحظة حُزني لِأَقوم بتدوين هزائِمي وإِنكساراتي وخسارتي، قَلمي يا أَبتِ هو الوحيد من تحمل إِنقِلاباتي وأَسوء حالاتي، هَجرتهُ سنواتٍ عدة عُدت إِليهِ لم يُعاتبني، أَحببتُ قلمي حتى أَصبح سِلاحي.

حاربتُ به فانتصرت، تعثرت وبهِ نهضت واليوم أَشكو حالتي بحبرهِ يا أَبتِ.

كَلمة واحدة كانت كفيلة لِكسر قلبي ما ذنبي إِن وُلِدتُ بِقلبٍ رقيقٍ تَكسيه الثقوب الربانية؟

ثقوبٌ تسربت منها نَبضاتي حتى أَصبحت شاردة فكانت النهاية هي الفوضى العارمة بِداخلي.

تَبعثرت رغباتي، وتَناثرت رغباتي، هُمشت علاقاتي، ودُفنت روحي، ما أحملهُ الآن الكثير من الحَسرات والقليل من الأَمل أُقِرُ يا أَبتِ أَن مَعركتي خلفت خسارات دامية، وأَن مُعاهدات السلام لن تُجدي نَفعًا مهما حاولت التصالح وإِبرام إِتفاقية مع هذهِ الحياة لن نصل لِإِتفاق يُنصف ما شعرتُ به طيلة فترة حياتي.

لكن مع كُل ما ذكرتهُ سابقًا كانت مواساتي الدائمة أَن الله سيمسح على قلبي في كُل مرةٍ حتى أَطمئن فتعويضات الله لعبدهِ مُذهلة وَسَأنتظرها، أَرِني إِبتسامتك يا أَبتِ فإِبنَتُكَ سَتُصبح سعيدة يومًا ما.


بِقلم الكاتِبة: مــرح حسان صوان.









ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات الكاتبة: مرح حسان صوان.

تدوينات ذات صلة