لا بأس في ألا نسير على نفسِ الوتيرة لأننا حتمًا سنصل..

* ترجمـهُ بتصـرف: وِداد الشمـري




في كل مرحلة عمرية من حياتك سيساورك القلق حيال قراراتك وما إن كنت ستندم عليها لاحقًا وقد تكون نادمًا بالفعل على معظمها وستندم لا محالة. لكن ما العيب في هذا؟ فلا توجد وسيلة للتنبؤ بالمستقبل. تستيقظ كل صباحٍ لتتخذ قراراتٍ بناءً على ما تراهُ ثم تواجه عواقبها فقط. ليس كما لو أنه بإمكانك الجلوس مُقابل حياتك على طاولةٍ في مقهى ما ثم تتناقشان فيما سيحدث "حسنًا، خلال 3 ساعات من الآن شيءٌ ما سيأتي وفي غضون ذلك، يجب أن أفكر كيف سأعيش تلك اللحظة وما القرار الأنسب لاتخاذه! لا يوجد أمرٌ كهذا فالأشياء تحدث فقط دون إشعارٍ مُسبق، الحياة تستمر سواء كان للأفضل أو الأسوأ. لا يوجد زر إيقافٍ مؤقت. قد يبدو كلامي محبطًا - واتفق مع هذا - ولكن ما أدركتهُ هو أن - كل نسخةٍ مني - في مراحل عمري حتى الآن كانت تبالغُ في قلقها. أنا لا أحب أن أدعوها "مبالغة"، لأن هنالك أسبابًا تجعلنا نتفاعل بالطريقة التي تصرفنا بها، وتصنيفها على أنها "مبالغٌ فيها" لا يجعلها أقل تأثيرًا. لذا سأعيد صياغتها على هذا النحو: لقد انخدعت في صغري بفكرة "فواتِ الأوان" التي كان الناس يدسونها في عقلي. لم يخبرني أحدٌ بالحقيقة، أدركت لاحقًا أنه لم يفت الأوانُ بعد على معظمِ الأشياء المهمةِ حقًا في الحياة.


لكلٍ منا خطٌ زمني لسيرِ حياته، بالطبع يمكن أن نتأخر ويفوت الأوان مثلاً على أحداثٍ محددةٍ بزمنٍ معين كالتصويت في الانتخابات الرئاسية، أو التسجيل في فصلٍ دراسي…إلخ. بعمرِ الـ 26 ذهبت لشراء ألعاب أردتها وأنا طفلة، ثم تأرجحت على أرجوحةٍ في الحديقةِ العامة لم يُشر أحدهم إلي أو يذكر بأنني لم أعد طفلة! كونك بالغًا لا يمنعك من فعلِ ما تشاء!

أريد العيش هكذا أي عندما انظر للوراء أريدُ أن أقول لنفسي: لقد استمتعت حقًا بما عشته حتى الآن، كنتُ هناك بأكملي قدر المستطاع، حظيتُ بتجارب رائعة والآن يمكنني أن احتفظ بها كجزءٍ مني وآمل أن أشعر بالرِضا عنها وعني على حدٍ سواء.


طالما أنت حيٌ تطلعّ لما سيحدثُ في حياتك، لهذا اللغزِ العظيم.. لا تدري متى، كيف، وأين، وطالما تملك في داخلك يقينًا ودافعًا للغد فلا يهم كم ستخيب آمالك .. سيحلّ محلها دومًا أملٌ أقوى بكثير.


إذا فاتك قطار يمكنك دومًا ركوب القطار القادم، فما فائدة اللحاق به إن كان سيقودنا لوجهةٍ لا نريدها؟ لا تعِش وأنت تراقب عقارب الساعة خوفًا من أن يفوتك شيء، بدلاً من ذلك اعرف وجهتك وسيكون لديك حتمًا الوقت الكافي للوصول. المهم أن تعرف أولاً. لا تشعر بالأسى على ما فات وكي لا تهدر طاقتك ووقتك الثمينين على هذا، عِش يومك فحسب بما لديك الآن وبما أنت عليه. تذكر بأنه لا بأس بالعيشِ كما تشاء طالما تستثمر في نفسك. لا بأس في أن تحدث الأشياء بترتيب يختلف عما في ذهنك، لا بأس في ألا تكون كما أردت تمامًا.

Wedad.
إقرأ المزيد من تدوينات Wedad.

تدوينات ذات صلة