أن نمضي إلى النهاية حاملين شعلة البدايات، أن نخطو في الظلمة نحو فجرٍ لا يُخلف بوعوده.

يسرع العام إلى نهايته، يزداد ثقل الأفكار التي نحملها على عاتقنا، نغرق في دوامة من الندم واللوم. وننظر إلى قائمة الأهداف التي كتبناها بحماسة في بداية العام، القائمة التي تصورناها جسرًا يصلنا بذواتنا الناجحة، فإذا بها الآن قيودٌ تُثقل خطانا، وتُذكرنا بعجزنا.


كم مرة توقفت لتفكر: “ماذا فعلت خلال هذا العام؟ كيف مرّ كل هذا الوقت؟” نحن أسرى القلق الذي تبعثه سرعة الأيام الهائلة، أسرى الأرقام التي نشعر بالضآلةِ أمامها: 12 شهرًا، 52 أسبوعًا، 365 يومًا. ولكن، نسينا ما هو أهم! ما نملكه حقًا هو هذه اللحظة، الحاضر الذي يختزل كل شيء. القلق بشأن الأمس، وترقب الغد يُفقدنا القدرة على استشعار اليوم، اليوم الذي هو حياتنا بأكملها.


وحدك تعرف ما مررت به، وكيف بقيت ممزقًا بين ما تريد فعله وما يجب عليك فعله، وبين ما طرأ فجأةً وسرق وقتك بلا استئذان. قد تكون هذه السنة مليئة بالتحديات التي لم تدرجها في قائمتك، الانتصارات الخفيّة ضد نفسك أو ضد العالم. وربما لم تتمكن من وضع علامة بجانب المهام في قائمتك، لكن الحياة تركت علاماتها عليك، أنت اليوم لست الشخص الذي كنته في بداية العام، وهذا كافٍ. استمرارك، تجاوزك العثرات، مواصلتك المسير رغم كل شيء.


عندما تنظر إلى إنجازات الآخرين قد تشعر بالإحباط، لكن تذكر أنك لا ترى الصورة الكاملة. كل منا يملك ظروفًا مختلفة، توقيتنا، مساراتنا، كل شيء في الحياةِ له حكمته. وما يهم حقًا ليس أين تقف الآن، بل الاتجاه الذي تسير نحوه. هل هو طريقك؟ هل يشبهك؟


نهاية العام لا تعني نهاية ما يمكنك فعله. كل يوم هو بداية جديدة، فرصة لأخذ خطوة صغيرة نحو ما تريده. ولا يهم إن كانت خطواتك بطيئة، المهم أن تكون ثابتة ومستمرة. اللحظة الحالية بين يديك، وهي كل ما تحتاج إليه. فابدأ بها، بالقليلِ الدائم، فالعبرة ليست بنهاية العام، بل بما ستفعله حتى نهاية اليوم.

Wedad Alshammari

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Wedad Alshammari

تدوينات ذات صلة