أعرف كقارئة ماذا يعني أن تجد نفسك في سطور كتبها شخص غريب عنك!
حين نعود إلى الكتابة بعد غياب، ترتعش أناملنا وترتجف الحروف مع رجف أنفاسنا المرتبكة،
وكأنك في لقاء مع حبيب طال غيابه،
أكل قلبك الشوق واستعر في أحشائك!
حين تبدأ أول نص، تكتب بسرعة خوفًا وارتباكًا أن تهرب الحروف منك أو أن تتراجع أناملك.
تلتقي الأنفاس مع أول نص تنهيه، وتبتسم بقلب خافق وتكمل دون أن تتوقف، دون أن تراجع أو تعود لتقرأ ما كتبته!
لتملأ الأخطاء الإملائية حروفي أو لترتبك قليلًا قواعد لغتي.. لكني لا أريد أن تتوقف اللهفة، ولا أن أفقد الشغف والدهشة.
وتكتشف أن الكتابة ليست مجرد حروف وكلمات وسطور ومقالات ترصها، هي شيء أعمق..
هي تؤام لروحك، لذلك كل من يقرأ لكاتب يعرف أن هذه حروف فلان،
وإذا ما حاول أحد أن يقتبس نصك وأن يسرق حروفك، فأنت تعلم في أي نص قد وضعت تؤام روحك وأفكارك ومشاعرك.
وأعظم ما بالكتابة حين تتلاقى كلماتك ومشاهدك مع آخرين تشبههم، فيشعرون أن الكلمات كتبت عنهم، تصف ما بهم، تمثلهم، تحتويهم.
وبالأخص حين تكون القصة تشبه قصتهم!
أعرف كقارئة ماذا يعني أن تجد نفسك في سطور كتبها شخص غريب عنك، لا يعرفك ورغم ذلك تجده وكأنه كشف أسرارك المخبئة!
أن تجعلك كلماته تتأوه بصوت مسموع، وتضحكك في أحيان، وتبكيك في أحيان أخرى،
وربما يصل النص أن يجعلك تحب نفسك، لأنك نظرت إلى قصتك لكن بعيون الكاتب..
الكاتب الذي يحب أبطاله مهما ارتكبوا الأخطاء..
وربما لو استغرقت دقيقة واحدة ونظرت إلى نفسك في عيون من يحبونك ستحب نفسك بنفس الطريقة.
الأمر الأعظم أن يهديك الكاتب في حروف قصته ما يعيد لك الأمل والشغف، يغير بك شيء، يفتح عينيك إلى قصص وعوالم أخرى..!
أكبر ما قد أتأثر به أن شخصًا آخر في وطن آخر تبعدني عنه آلاف الأميال قد تغير حروفي وقصصي من موقعي هذا ليلته المملة إلى ليلة أخرى ممتعة. وقد سبق وعشت التجربة مع كتب وروايات كانت رفيقتي في ليال مضنية.
أكتب المقال كقارئة قبل أن أكون كاتبة، وأكتب كفتاة مجردة من كل المسميات والألقاب تحب الكتابة وفقط..
وتجد فيها تعزية كبيرة..
فتاة تمتلك خيالًا واسعًا جدًا وحالم.
🌼
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
حبيبتي شكرا لك ♥️♥️🌻
أتعلمين ما معنى أن تخترق الكلمات قلبك؟ وتكون على مقاسك تماماً؟
هذا ما حدث و أنا أقرأ كلماتك هذه.. مُبدعة!
تسلمين غاية 🌼🍂