مبدأياً إخترت عنواني للفت إنتبهاك..إن كان تصنيفك أنثى فعنوان المقالة لكِ..لنتحدث بصدق..

ففي مجتمعنا من تفكر بالعيش بمفردها تُلقى بالتُهم التي لا حصر لها..و أهلها أيضاً..و لكن دعينا لا نتطرق لتلك الزاوية من الموضوع..دعيني أحفِّزك لان تتخذي خطوات نحو نوع من الاستقلالية أكثر أهمية يجب أن تمتلكيه قبل الخروج من منزل العائلة..ألا و هو الاستقلالية الفكرية.


لن تستطيعي العيش بمفردك في هذا المجتمع ان لم تكن لديكِ قناعات راسخة لن يدفعك أحد بالتشكيك فيها ولا التزحزح عنها..أن تكوني المسئول الأول و الأخير في المنزل يجعلكِ تتعاملين مع الجيران و حارس العمارة بشكل يومي..إن لم يكن لديكِ شخصية عاقلة ثابتة لا تهتز لبعض الكلمات و النظرات السخيفة..فسينتهي بك الحال كل يوم تُحاكمين نفسك و تتسائلي "ماذا فعلت حتى تتم معاملتي بتلك الطريقة..أكان يجب أن أتصرف بشكل مختلف أو أستخدم مصطلحات أخرى؟"..و هذا آخر ما تتمنين الحصول عليه من الانفراد بنفسك كل يوم..أن يتم دفعك لأن تتغيري حتى تنالي رضاهم و الذي لن تناليه على الاطلاق.


الحل هو أن يكون عقلك محصَّن بالمعرفة..قراءتك عن الدين و الحياة و معرفة الخطأ و الصواب و أن يكون لديكِ حدود..حدود واضحة لكِ قبل أن تكون للآخرين..أن يكون رقيبك الوحيد هو الله ثم ضميركِ..فمهما كان الموقف لن أسمح لنفسي بفعل كذا و كذا و أيضا مهما كان الموقف لن أسمح لأي شخص بأن يتعدى الخطوط الحمراء..ذلك ما يُجبِر من حولكِ باحترام خصوصيتك و التفكير ملياً قبل التعامل معكِ بشكل غير لائق..و لن أعدكِ باختفاء تلك المنغصات من حياتكِ تماماً..و لكن أعدكِ أنكِ ستكوني قادرة على تخطِّي تلك المواقف بقوة طالما أن عقلك يملؤه الوعي بأننا بشر خُلقنا مختلفين..و أن هناك شياطين إنس حكى لنا الله عنهم في كتابه العزيز كما حكى عن الصالحين..فتحصني بمعرفة كيف تتغلبي عليهم..و الذي لا يتحقق دائما بالدخول في مشاحنات معهم..فأحياناً يكون بتجنبهم حفاظاً على سلامتكِ النفسية و ليس جبناً.


"الاستقلالية مسئولية" تذكري دائماً أن قدركِ هو ولادتك في مجتمع حدث الاستقلالية فيه قليل..و أنك ستكوني محط لأنظار مختلفة عن المعترضين..وهم بنات جنسكِ..ستكوني و بدون إختيار قدوة..ف كوني قدوة حسنة مسئولة..وأن تحترمي عادات و تقاليد مجتمعك حتى و إن كنتِ معترضة..ف من الحرية أن لا تأذي مشاعر من حولك لاختلافك معهم..ولا تستفزي من حولكِ كنوع من الضغط حتى يتقبلوا اختلافك.


"الاستقلالية" عالم كبير لن نستطيع تناوله في سطور قليلة..لذلك آخر ما أود قوله هو إن كنتِ غير قادرة على العيش بمفردك ف أنكِ قادرة على الاستمرار في العيش مع عائلتكِ بروح مستقلة :)..و هذا هو ما أعيشه الآن أن أقوم بتهيئة و تحصين عقلي للخطوة القادمة باذن الله.


و الآن..سأشارككِ بشكل "الاستوديو" الذي لطالما تمنيت العيش فيه..و بعد أن تنتهي أتمنى لو تشاركيني رأيكِ و كيف يكون شكل الاستقلالية في نظرك؟!.


لازلت أحلم بذلك المنزل الصغير، بحجم غرفة واسعة، بها سرير ملتصق بالنافذة..


و النافذة تطل على السحاب، و تحت السحاب البحر،البحر الذي يُلهمني كلما رأيته بأن العالم أوسع و أكبر مما أتخيل،و أنه في إنتظاري..


أنتظر كوب الشاي ليبرد و الذي أعدته في مطبخي الصغير الذي يقابل مكتبي الأبيض..


مكتبي الذي يحمل بعض الأزهار الملونة و قلمي و بعض الأوراق..الأوراق التي اختلق عليها قصصاً و شخصيات و حكايات لا نهاية لها..


حكايات دارت داخل عقلي، عقلي الذي إزدهر بعد قراءة الكتب، الكتب التي تقف على ذلك الرف فوق المكتب الأبيض، رف يحمل بضع سطور كانت كعلامات طريق ساعدتني حتى عرفت من أنا وماذا أريد! ، علمتني وقت يثور عقلي عليّ أن أستمع إليه ثم أقوم بترتيب تلك الفوضى داخلي..


الفوضى تعم المكان، هكذا هو حال خزانة ملابسي المكشوفة أحياناً..كصاحبتها.

و لكن..رغم تلك الفوضى..لازلت أحلم بذلك المنزل الصغير.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شاهندة عمَّار - Shahinda Ammar

تدوينات ذات صلة