وقفت على أعتاب باب منزله تتأهل للذهاب .. وقف أمامها ثابت الملامح و داخل عقله يبحث بكل حواسه عن سبب يُمكن أن يمنعها من الذهاب،لا شي يمنعها..عنيدة!.

وقفت على أعتاب باب منزله تتأهل للذهاب .. وقف أمامها ثابت الملامح و داخل عقله يبحث بكل حواسه عن سبب يُمكن أن يمنعها من الذهاب،لا شي يمنعها..عنيدة!.

كان يحمل مفتاح سيارتها داخل جيبه،فأخذ يفكر...إن تحجج بضياع مفتاح السيارة ستطلب منه أن تعود للمنزل بسيارته..ثم جاء السبب دون تدخل منه..نزلت قطرات المياة سريعة و كأنها و حدات إنقاذ أتت فور إحتياجه لمساعدة.

فنظر لها بكل ثقة و قال "لا يمكنك الذهاب الآن..هيا..إلى الداخل"..ثم أدار وجهه سريعًا قبل أن تخرج بحلٍ عبقري يساعدها على عدم البقاء..شعر أنها لم تتبعه فنظر إليها قائلاً "ماذا هناك؟"..فقالت له بثقة هزَت ثقته "عد إلى هنا من فضلك"..فرد متأففًا "يا الله!..لا توجد حلول كفاكِ عناد!" فقالت "لا توجد لدي حلول ولكن أحتاجك هنا للحظة..من فضلك!"..فعقد حاجبيه فهو لا يستطيع أن يقرأ أفكارها ..كالعادة.


عندما إقترب منها قالت "أعِد صياغة ما قلته" فنظر إليها بإستغراب .. فقالت "أعِد صياغة ما قلته .. و بدِّل تصرفك أيضًا بعد إنتهاءك من الكلام .. من فضلك".

ففهم..فإبتسم..و خضع لمرادها وهو مستسلم..و أخذ يلوم نفسه ..كانت طريقته فظة ولكن أراد ألَّا يفعل..فظل صامتًا ..

فقالت "أنا لست جند في فرقة الصاعقة التي كنت ضابطًا فيها..أنا حبيبتك..و منذ اليوم الأول ..وهو ما لا تعرفه..أنني أخذت على عاتقي مهمة تعليمك كيف تعامل إمرأة..والآن أرني ما عندك..حبيبي!".


فقال لها "كيف!..كيف يمكنك تغيير مسار الأمور لتصب في دائرتك؟!..كيف يمكن ل 'أنا حبيبتك' و 'حبيبي' أن تجعلني أخضع لما تقولين و أنصاع لأوامرك؟".

فقالت له بإبتسامة بدت له ساحرة "أوامري!،ها نحن نعود للغة الجيش الصارمة،كيف يمكن أن تكون 'حبيبي' في جملة أمر؟!..


فرفع عينيه إلى السماء يفكر ثم إنحنى فجأة و مدَّ يده نحوها و قال"حبيبتي،لا يمكنك قيادة السيارة في مثل هذا الطقس الممطر،هيا ننتظر داخل المنزل قليلًا،و سأعدُّ لكِ الحليب الدافيء كما تُحبينه دومًا"..فلم تأتي بأي ردة فعل،فنظر إليها و هو ما يزال ينحني،فإذا بها تضم كفِّيها إلى قلبها و تضحك،فقال منزعجًا "لا تسخري مني،هذا أفضل ما يمكنني فع...." قاطعته قائلة "فكرة!" مُتداركة أدائه المسرحي المبالغ فيه..

فسحبت يده نحوها وسحبته تحت المطر و أخذت ترقص معه قائلة"أعلم أنك جلست كثيرًا تحت المطر مع فرقتك العسكرية..ولكن لم ترقص أليس كذلك؟".


كان ينظر لها و يرقص على كلماتها..كان صوتها لحن عظيم..لم يَرُد..أرادها أن تكمل..أراد أن يستمع إلى باقي تلك المعزوفة الموسيقية..أراد أن يكتشف صفة لم يعرفها في نفسه ميَّزتها هي..يُحب الرقص و ألحانها..

أكملت قائلة "لا تنزعج عندما أطلب ملاطفتك لي..أو معاملتك لي برفق..فأنت وحدك حبيبي..لا أريد مُعاملة طيبة من غيرك..عدني بأنك لن تمل".


كان يأمل ألا تسكت أبدًا،و ألَّا يَرُد فيكون صوته نشاذ يخرج ليُعكِّر تلك المقطوعة العذبة،لكن لابد أن يعِدها..

فقال :"أعدُكِ..أنك ستكونين حرب حياتي..التي سأكون فيها أعزل من كل أنواع الأسلحة..حتى إن إنتهى أمري شهيدًا..لم أُحب في حيا..." سكت عندما رأى ملامح وجهها تتبعثر..عيناها تضيق و فمها يتسع و قالت في إنزعاج "أين الحليب؟فالحليب الساخن كان أكثر رومانسية مما تقول" فتركته و إتجهت نحو باب المنزل وهي تتمتم "أقال حرب و شهيد؟!حقًا؟،يا الله آخر ما كنت أحتاج إليه أن أسمع كلمات عن الموت"..ثم إختفى صوتها تدريجيًا.


كان يسير خلفها و يضحك وكل ما يفكر فيه..هو كيف يغلق الباب و يكسر المقبض حتى لا تستطيع المغادرة..أبدًا.

____________________________________________________________________________________________________


إضغط ع الهاشتاج دا :)

#شاهندة_عمَّار


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا يا ذات على كلامك :)

إقرأ المزيد من تدوينات شاهندة عمَّار - Shahinda Ammar

تدوينات ذات صلة