تحذير : تحوي التدوينة معلومات تتضمن التحرش و الانتحار و محتوى قد يكون مزعج للبعض.

هل تشارك فرحة العيد في وسائل التواصل عادةً؟ أو ربما عشت فرحة التخرج هذا العام!

هل خلال هذا العام او العام السابق تعرضت أنت أو شخص تعرفة لإصابة كورونا؟ هل شاركت الخبر الحزين أو حثثت الناس على الدعاء؟

هل قدمت دعماً او أمتنعت عن دعم قضية معينة؟

هل نشرت أي منشور يعبر عن حالتك النفسية سواء سلبية أو إيجابيه أو حتى الضجر؟

لدي خبر سيء لك، لقد تم استغلالك كما لو كنت فأر تجارب!

عبر السنين قامت البشرية بالعديد من الجرائم الشنيعة، حين نقرأ عنها أو نشاهد نشرة الأخبار قد لا يستوعب الانسان الطبيعي كيف يمكن لإنسان آخر بجسد و دم و قلب نابض أن يتجرد من إنسانيته و يتجه إلى العنف و يكون مغيب الذهن لدرجة أن يرى أنه هو الطرف المظلوم، كأنه هو على حق!


هل شعرت قط كأن العالم قد اشترك في مؤامرة لاستفزازك، تُقتل فتاة في أقصى الأرض في الوقت الذي تحاول أن تعيش فرحة التخرج أو ترقص فتاة عربية شبة عارية في دولة بعيدة في عز معاناتك مع الديون و معركة طلاق ضاريه.


عبر السنين حاول العلماء فهم دوافع النفس البشرية و تصنيف المسببات لأسباب مختلفة، منهم علماء النفس الساعين للعلم، و الفئة المنتمية لصناعة الحروب، و علماء الجرائم، و علم الشخصيات ...إلخ

و لكل فئة دوافعها و سبلها في الدراسات حيث سجلت في التاريخ دراسات لا-أخلاقية أقامها فطاحل علم

النفس بدعم من ترسانات حكومية و عسكرية و مؤسسات تعليمية معتبرة.


هناك عدة أسباب للحكم على دراسة و تسميتها بلا-أخلاقية أو لا-إنسانية، على الرغم من الوعي و السياسات الصارمة التي وضعت لمنع الدراسات و البحوث الا-أخلاقية إلا أنها لا تزال تقام حتى يومنا هذا، و نحن جميعاً مشاركون إرادياً بلا-وعي.

في نهاية التدوينه لن تعود للنظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي كما في السابق.


لا عدد كافي من الدراسات يمكن أن يثبت أني على صواب لكن دراسة واحدة فقط تكفي لتثبت أني على خطأ -البيرت اينشتاين



من أبرز الدراسات المحرمة في علم النفس و التي لا يمكن تطبيقها في زمننا هذا هي دراسة أقيمت على طفل يتيم يدعى ألبيرت، عمره ٩ أشهر غضة و طرية، حيث قام الطبيب جون واتسون و الملقب بأب منهج السلوكية بتعريض الطفل الطبيعي لتجربة قاسية.

كان ألبيرت يحب الحيوانات بعفوية و يلعب مع فأر التجارب الأبيض الصغير غير مدرك أنه أيضاً كما الفأر مجرد تجربة. حين يدخل الفأر للغرفة تصدر أصوات عالية تبث الرعب في قلب الصغير حتى زُرع فيه خوف و رُهاب ليس من الفأر فحسب بل من كل شيء صغير أبيض أو ذو فرو و بذلك كان ألبيرت ضحية البشرية لإثبات أن المخاوف و الفوبيا أي الرهاب هي أشياء مكتسبة.

قيل أن الطفل ألبيرت توفي في عمر صغير و نشأ متأثر بالتجربة القاسية لكن الجهة العلمية نفت ذلك الأمر و قيل أنه تم تبنيه و انتقاله إلى ولاية بعيدة مما حد من متابعة حالته ولا يمكن إثبات ما دار عليه.


عبيد القرن الواحد و عشرين3302455655109981.5


إذا شعرت بالأسى اتجاه اليتيم ألبيرت لنلقي نظرة على الشاب العبقري تيد كازينسكي و الذي حصل على منحة في الجامعة العريقة هارفرد و هو لا يزال في السادسة عشرة، ذهب حاملاً آماله متأبطاً رؤية متألقة لمستقبل واعد، فقط ليستحوذ على الشاب الفذ طبيب نفسي مخضرم هنري موري، كانت تجربة موري تهدف إلى كسر نفسية المشاركين لاستكشاف أثر التعذيب العسكري في الاستجواب وقت الحروب، عدا عن كون التجربة القاسية من إهانات وإذلال و صعقات كهربائية لا-أخلاقية علي أن أذكر بأن الشاب تيد قاصر و قانونياً لا يستطيع الموافقة على المشاركة حتى و إن قبل ذلك.

بعد التجربة احتفى المجتمع العلمي بموري و تغنى الناس بإبداعاته أما صغير حكايتنا تيد فقد تحول إلى وحش منطوي و أعتزل البشرية فقط ليصبح قاتلاً متسلسلاً في الجرائم الشهيرة ل"مفجر الجامعات".


عبيد القرن الواحد و عشرين95472142083300600


تكاد هذه الدراسات تبدوا كمزحة أمام وحشية ما تعرض له ديفيد ريمر ، الذي وُلد (ذكر) و له أخ توأم براين (ذكر)، في عمر السبعة أشهر و خلال عملية ختان أقل ما يقال عنها أنها جريمة، قام الطبيب بتشوية أعضاء ديفد التناسلية إلى حد لا يمكن إصلاحها كما لو كان الفعل متعمداً ثم تم توجية الوالدين إلى عملية تحويل الجنس و تربيته كما لو كان فتاه بناء على نظرية الطبيب النفسي جون موني و التي تنص أن الجنس هو صفة مكتسبة من التربية و البيئة وليست مرتبطة بالبيولوجيا و جنس الولادة.

حاول الطبيب (المنحط ) بمحاولة قولبة ديفد و إقناعه أنه فتاه لكن دايفد رفض بشدة، فقام موني بزيادة سقف الانحطاط من اجبار الطفلين على ممارسه أفعال جنسية مع بعضهم و إجبار دايفد على لعب دور الفتاه و ذلك دون علم الأهل.

كان للضغط رد فعل عكسي أجبر الأهل على الاعتراف لدايفد أنه قد ولد ذكراً، بعد ذلك خضع دايفد لعملية تصحيح الجنس و إعادته إلى أصله في عمر الخامسة عشر لكن الضرر على العائلة قد وقع ولا يمكن محوه فقد مات براين الأخ التوأم بجرعة زائد من أدوية مضاد الاكتئاب و انتحر دايفد في عمر ٣٨ بإطلاق مسدس على رأسه بسبب الاكتئاب الحاد.

لم تكن النهاية بهذه المأساوية للطبيب جون موني فقد سجل الدراسة في مجلات أبحاث و تجارب علمية مرجعية كتجربة ناجحة حازت على التقدير و الاحترام في الأوساط العلمية و حتى تبنتها جماعات حقوقية في صراعها السياسي و اكتساب حصانه اعلاميه و قانونيه بناء على صحتها.




عبيد القرن الواحد و عشرين24175094822984900

(لمعرفة المزيد عن تدخل الجماعات الحقوقية و منعها التشكيك في الدراسات( الجندرية) الجنسية المعارضة إبحث عن الدكتوره ديبورا سو باحثة الدكتوراه التي تركت الوسط الأكاديمي في سبيل صراعها مع الجماعات الحقوقية لتصحيح الأفكار الخاطئة و الهدامة عن الجنس و التحول الجنسي)


عبيد القرن الواحد و عشرين771769598431171.2


قد تقول كقارئ ما دخلي بهذه الحوادث المنفردة و اسمح لي أن أؤكد لك أن هذه التجارب ليست منفرده وليست بعيدة عنك تماماً فقد أقيمت دراسات مؤثرة في سلوكيات الجموع مثل تجربة (تأثير المتفرج) التي تلت حادثة موت كيتي جينوڤس وهي امرأه قتلت على مرأى من ٣٧ إنسان و لم يتحرك أحد لمساعدتها حتى لو لإبلاغ الشرطة. الدراسة التي أقيمت في جامعة كولومبيا صنفت كلا-أخلاقية بسبب تأثيرها النفسي طويل المدى على المشاركين حيث يشهد المشارك مجموعة مشاركين دون علمه أنهم ممثلين و شخص (ممثل ايضاً) يتعرض لنوبة صرع دون أن يحرك أحد ساكناً للمساعدة و لوحظ توقف المشارك عن المساعدة تأثراً بامتناع الآخرين بينما لو كان المشارك وحيداً في الغرفة و يتعرض شخص ما لنوبة صرع فإنه يهرع لمساعدته.



عبيد القرن الواحد و عشرين17216759957100814

حتى الحيوانات لم تسلم من جبروت البشر و هناك الكثير من التجارب المفزعة لكني سأخص تجربة (العجز المكتسب) التي أجريت على كلاب لأوضح كيف يتم تحوير نتائج هذه الدراسات و تطبيقها في عالمنا الحالي.

التجربة كانت بربط الكلاب بأحزمة كهربائية و صعقهم حين يتحركون و تتوقف الصعقات حين يتوقفون و في مجموعة أخرى يتم صعقهم سواء تحركوا أم ظلوا ساكنين و لا تتوقف الصعقات ولا يمكن منعها، أصيبت الكلاب في تلك المجموعة بالاكتئاب و عندها تم نقلهم إلى قفص مكشوف بصاعق كهربائي و كل ما عليهم هو أن يخرجوا من القفص ليتخلصوا من الألم لكن تلك الكلاب فقدت الأمل و اكتسبت العجز المطلق و استسلمت لمصيرها القاسي.


النقاط المشتركة لهذه التجارب أولاً أنها تعدت على أخلاقيات البحث العلمي و اجتازت الخطوط الحمراء للإنسانية، ثانيا أنها تتمركز حول السلوكيات و كيفية التحكم بها سواء بالخوف أو الألم و حتى بالأذى الجسدي.


لنعد إلى النقطة الرئيسية عزيزي القارئ إذا كنت تستخدم الانترنت و بالتحديد وسائل التواصل الاجتماعي فقد تعرضت بشكل أو بآخر للتجارب السلوكية، كما أنك قد وافقت مسبقاً على المشاركة بطواعية في كل مرة تضغط فيها موافق على شروط و سياسة الاستخدام، قانونياً وافقت على أن تستخدم بياناتك في التحليل و الدراسات، السؤال هنا أخلاقياً هل يحق للمنصات أن تتلاعب في مزاجك بغرض العلم؟ و السؤال الأدهى هو ماذا لو تلاعبت بك المنصات لتغيير سلوكياتك؟


لقد حدث ذلك بالفعل مع منصة فيسبوك في عام ٢٠١٤ نشرت نتائج دراسة أجرتها جامعة كورنيل بالتعاون مع فيسبوك حيث قامت فيسبوك بالتلاعب في محتوى ما يرى المستخدم حيث عند البعض كانت تغذي و ترفع المنشورات الإيجابية و الرسائل السعيدة و تحجب أي منشور سلبي، في المقابل عند الآخرين يتم رفع و تغذية السلبية و الأخبار الكئيبة و حجب المحتوى الإيجابي و كانت نتائج الدراسة مخيفة حيث كان المستخدم الذي يرى المحتوى السلبي ينشر (الحالة) سلبية و العكس مع المستخدمين الآخرين.

السبب الذي كشف ما فعلته الفيسبوك هو نشر الدراسة في مجله علميه و واقعاً لم يعرف أي من المستخدمين إن كان قد تم التلاعب بمشاعره في مدة الدراسة أم لا، حتى أن بروفسور ما قد علق على الدراسة في تويتر (لم ينتحر أحد... أمزح أمزح لا تهاجموني).


سأذكر بحقائق خطيرة، فيسبوك تملك انستغرام و واتس اب و جميع البيانات في هذه المنصات، ثانياً الحكومة الأمريكية كانت مستميته لحجب التيك توك و الذي هو منصة صينية.

ثم لاحظوا ال(تريند) أي التوجه في المنصات كلها، اذا كنت من فئة اليافعين الشباب فالتغذية تكون باتجاه الانحلال الأخلاقي و خلع الحجاب، و النسوية الخطرة، و التخلي عن القيم و العرف، و مفاهيم هجوم القطيع...الخ

اما إذا كنت فتاة يافعة ما ترينه حتى و إن كنت لا تتابعينه هو حقوق المرأة و الاستقلال و العنف الجائر ضد النساء، و المجتمع الذكوري المتحكم و الظالم، و القوانين القمعية.. كما ترين العكس متمثلا بفتيات متحررات يعشن أوج الحرية بعد كسرهن لتقاليد المجتمع.

إن كنتم من فئة البالغين من (جيل الطيبين) فالتغذية تكون مختلفة، تكون دعوات الحنين للماضي و ال(نوستالجيا) ثم منشورات عن طيش الشباب و استهزائهم و تدنيسهم لإرث الآباء و الأجداد.

هل شعرتم بالحنق و أنتم تقرؤون هذه السطور، هل لاحظتم النمط المتكرر بتأليب جماعة ضد أخرى و تأجيج الانقسام في جميع طبقات المجتمع؟ هل تعتقدون أن إثارة مشاعركم بالتغذية في تلك المنصات هو محض الصدفة؟

و أخيراً سأترككم مع بعض النقاط الختامية:

1- منصات التواصل الاجتماعي لها الحق قانونياً بتحليل و استخدام بياناتك، و ليس عليهم أي بند يوجب كشف "دراساتهم" و إن قرروا التلاعب بمشاعر المستخدم مرة أخرى، و قد نكون ضمن تجربة اجتماعية كابوسيه الآن دون أن نعلم.

2- هناك حرب بين الحكومات عالمياً حول بيانات المستخدمين عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي ولا أحد يفصح في ما يريدون استخدام هذه البيانات.

3- قمت بتجربتي الخاصة بحجب جميع ما يخص القضايا التي تثير حفيظتي و غيرت طريقة استخدامي للمنصات ولكن لم تكف المنشورات المحفزة أو المستفزة عن الظهور حتى و إن قلّت لفترة فإنها تعود بكثافة.

4- النظريات و الدراسات كلها تشير أن أسهل طريقة للتحكم بالحشود هو التفكير الجماعي.

5- لتخرج من الفكر الجماعي عليك أن تترك القطيع و أن تختار المحتوى الذي تغذي به أفكارك بنفسك بدلاً من المحتوى المقولب المقدم في منصات التواصل، و بالنسبة لي شخصياً هروبي من القطيع يتمثل بهواياتي.




Zahra Zuhair

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

المقال جداً مفيد والموضوع مهم. عرضتيه بشكل سلس وسهل للقراءة. شكرا للمشاركة

إقرأ المزيد من تدوينات Zahra Zuhair

تدوينات ذات صلة