إياك ...ثم إياك أن تصبح من "ماسحى الجوخ" أصحاب الرياء والنفاق.

تخيل معى ياصديقى إذا انقسم عمرك إلى ساعات ودقائق وأيام، واصبح اليوم والغد والأمس مجرد معروضات فى مزاد علنى، ماذا لو تم تحديد لك بعض النقود لتتنازل عن حاضرك وماضيك ومستقبلك لمن يدفع أكثر، تخيل معى هذه اللعبة الهزلية السخيفة التى تسلب منك هويتك وعمرك وذكرياتك واحلامك.

هذا هو الحال اذا حاولت التنازل عن كرامتك ومعتقداتك وهويتك.

ماذا عن مغريات الحياة من حولنا، مناصب، نقود واشياء ثمينة تتمنى الحصول عليها، وحياتك التى تريد تحسينها من وضع لوضع اخر اكثر رفاهية وراحة.

حقك ولا يستطيع احد اللوم عليك او كبت طموحك، الذى من المفترض اذا اتبعته بالعمل والاجتهاد، ستحظى بمرادك وتأخذ مكافئتك كاملة كما خطط لها.

ولكن ربما يصدمك الواقع وصراعاته، خبث وجشع بعض البشر يجعلك تحبط احيانًا ويصيب قلبك ببعض الندوب احيانًا اخرى، ترى عدم تكافوء الفرص يلاحقك فى كل مكان، اشخاص اقل منك فى الخبرات والتربية وفى كل شىء، يحصدون اكثر ربما يسبقونك بكل سلاسة ويسر وانت تعلم جيدًا انهم لايستحقون ابدًا، ولكن لحسن حظهم او لكثرة تنازلهم عن ماتبقى من كرامتهم؟!!

لا يوجد شىء يضاهى عزة نفس وكرامة الإنسان، فهى رزقه المضمون، ومكسبه الثابت فى هذه الحياة، ياصديقى لايغرك كثرة الضوء فربما من شدته يصبك فقد البصر.

توازن وإهدأ وكن طبيعيًا، اجتهد، إعمل، تعرف، كون صدقات، ابحث عن فرص، ولكن إياك ثم ... إياك ان تصبح ذليلًا لأحد او عبدًا لرغبات أحد

إياك ...ثم إياك أن تصبح من "ماسحى الجوخ" أصحاب الرياء والنفاق.

لا تفتعل المشاكل، ولا تنظر على أحد، كن حياديًا دائمًا، دون التجريح او إهانة أحد، ولكن اجتنب مايؤذيك تنازل عن مغريات كل شىء لا يناسب مبادئك وميولك وكرامتك.

اقبض على عقيدتك ومعتقداتك، كقبضة الجمر، واصبر فعسى ربك ومؤكدًا أن يأتيك بالعوض الجميل الذى يرضى نفسك وقلبك، ولا تفرض فى اثمن اشيائك التى لايعوضها نقود ولا نفوذ.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات جيهان حافظ

تدوينات ذات صلة