وما جدوى الماءِ بعد انطفاءِ اللهب؟ وما نفعُ الوجودِ بعد الخذلان؟ وما فائدةُ الندمِ بعد انقطاعِ الأمل؟؟
تقدَّمَتْ نحوها وقد استقرَّت في زاويةِ المكانِ متسائلةً:
وكيف أنتِ الآن؟
نظَرَت إليها بنظرةٍ مِلؤُها القهرُ والاستغراب، وأجابتها بسؤال:
ومن أنتِ كي تسأليني؟؟؟؟؟
من أنا؟؟؟ إنني التي أسميتِها الصديقةَ والأختَ والكتف،
وها أنا أتركُ كلَّ شيءٍ وآتيكِ لأطمئنَّ عليكِ.
توجهَتْ بذاتِ النظرةِ نحوها قائلةً:
أرأيتِ حين أُضْرِمَتِ النارُ بين ضلوعي؟
أجابت: نعم.
وماذا فعلتِ حينها؟
تركتُك وحدَكِ لتهدئي وتستعيدي توازنَكِ حتى تتمكني من القيامِ من جديد.
ارتَسَمَت ابتسامةُ القهرِ والألمِ على ملامِحِها وتعثّر الكلامُ على لسانِها، فصمتَتْ، وصَمَتَتْ وثَقُلَت أجفانُها حزنًا حتى استقرّ نظرُها أرضًا وقالت:
أنا يا صديقتي لو كنتُ مكانَك، لحاولتُ منعَ النارِ من الوصولِ إليكِ،
ولو خانَتْني مقدرتي وَوصَلَتْ النارُ إليكِ لكافحتُها من أجلِك.
ولو قهَرَتْني لحملتُ مياهَ الدنيا بين كفوفي لأُطفِئ لهيبَ لعنتِها قبل أن ينالَ قلبَكِ.
وإن لم أملك لإخمادِها أمرًا لاخترتُ الاحتراقَ بها إلى جانبك.
أنا يا صديقتي ما كنتُ لأترك الوقتَ ليُنسيكِ ويطفئَ لهيبَ قلبِك؛ فالوقتُ طويلٌ وبالوحدةِ يطولُ أكثر، والنارُ مع الوقتِ لا تُبقي ولا تَذَر.
أنا يا صديقتي ما كنتُ سأترككِ إلى أنْ أقهرَ نارَكِ و أطفئَ لهيبَك وأمسحَ ما تركَه عليك اللهيبُ من سوادَ الأثرِ.
وأنتِ تركتِني للوقت يُطفئني، وبالوقت يا صديقتي لا يَخمد الحريق حتى يُحوّل كَّل أركانِ المكانِ رمادًا.
وما جدوى المكان يا صديقتي حين يصبح رمادًا؟؟؟؟
وها قد أرمَدَت ناري
أرسلي أنفاسَكِ على بقايا الرماد؛ ليطيرَ حاملًا بقايا ذكرياتِ صداقتِنا، فإنه لا مكانَ لكِ بعد الرماد.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات