لطالما كان التفاؤلُ مَطلبًا للحياة الطيبة، وبَثُّ الأملِ في قلوبِ الناسِ وسامًا على صدورِ النبلاء، وهنا إليكم أيها النبلاء أقول:
كثيرًا ما تتردَّد على أسماعنا تلك العبارات التي تدعو الفقراء للتفاؤل والامتنان باعتماد الكلمات التي تُذكِّر الإنسانَ بأن رزقَه لا يقتصرُ على المالِ، بل إن صحتَه التي يتنعَّم بها هي من أعظم الرزق، فما دمتَ في صحةٍ وعافية إذًا أنت بخير وكفى.
حسنًا، ولكن
ماذا لو بادر لقراءة تلك العبارة من ابتُلِي بالفقر ِ وقد سُلبت منه صحتُه التي عدَّها الكاتبُ أكبرَ الرزقِ، والوسيلة العظمى لتهوين فاجعةِ الفقرِ ورزقِ المال؟
عندها ستأخذ الرسالةُ منحىً سلبيًّا تمامًا عكس المنشود منها، وتزيد غمامةَ الكآبةِ على حياة الشخص مُخَلِّفةً في نفسهِ ثورةً من رثاء الذات و التسخُّط؛ لكونه المحروم الأكبر في هذه الحياة.
كلي يقين بحسن نية ذاكري مثل تلك الرسائل وكاتبيها،
ولكن أرجوكم، فلنجعل رسائلَنا منتقاةً بعنايةٍ أكثرَ في المراتِ القادمة.
هل يعني هذا ألّا نوجِّه رسائلَ إيجابية تُــذكِّر الناسَ بنِعَمِ اللهِ عليهم لينمو بداخلهم شعورُ الامتنان والرِّضا؟
بالطبع بلى.
لم ولن يكون الامتناعُ مقصِدي، وإنما أردْتُ أن تكونَ رسائلُنا شموليةً أكثر ،وألّا نحصرها بالصحةِ فقط، وليَكُنْ تسليطُ الضوء في محتواها على الدعوةِ للتفكرِ في صغارِ النعمِ التي منحها اللهُ لكلِّ شخصٍ منا، ولا بأسَ في تصورِ الحياة دونها أحيانًا؛ لتذكُّرِ قيمتها.
ثق بي
مهما بلغت الأوضاعُ عندك من السوء، فلا بُدَّ وأنَّ الله اجتباك بنِعَمٍ كان قد جعل في مضمونِها أسبابَ سعادتِك، وإنما التنعّمُ بها على بُعدِ خطوة واحدة منك وما ينقصُك هو فقط ( التفكرُ والتأملُ ) لمعرفتِها والاعترافِ بها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات