قد تجد اختلافًا بين ما سأوصيك به في الأسطر القليلة الآتية وما تطرحه عليك أغلب المقالات التي تحمل العنوان نفسه ( الدعاء في رمضان )



هكذا تستقبل أرواحُنا شهرَ رمضان


مثقلةً بالحنينِ لروحانياته


متعطشةً للنهل من أجوره المضاعفة وبركاته


متشوِّقةً لأجواء صلواته


متلهفةً لقيامه وصيامه..


تحتوي حاجات وحاجات تترقب البوح بها بين سجدات القيام وركعاته..


نهم إنها استثناءات رمضانية، ننتظرها من العام إلى العام وقد ملأ الشوقُ صدور َقومٍ مؤمنين.



لماذا رمضان؟


الجواب سيكون وبكل بساطة، لما يمتاز به هذا الشهر من فضلٍ إلهي جعله يمتاز في قلوب العباد بشكل استثنائي عن غيره من شهور السنة.


رمضان يعني لمعظمنا وبلا شك، طمأنينة قلبية وانشراح عجيب في الصدر

بركة في الوقت يصعب على العقل إدراكها

إنها أمور نشعرها فقط وقد لا نفهمها، ولكننا نعيش حقيقتها بكل سعادة وترحاب.




كيف لي أن أغتنم وقت رمضان وأنهل من فيض بركاته؟


إنّ للحديثِ حولَ اغتنامِ هذا الشهرِ على أكملِ وجهٍ محاورَ يطول الخوضُ في تفاصيلِها؛ فكلُّ خيرٍ فيه عبادةٌ ولا نفضِّلُ أحدَها على آخر،

ومما يتضح من عنوان المقال أني تخيَّرت الحديث حول الدعاء في هذا الشهر الفضيل، ليس لزيادة فضله وحسب، وإنما بسبب هالة الحيرة تلك، والتي أراها تُخيِّم على الكثيرين من المتسائلين:


( ماذا أدعو في رمضان؟)


( و ما هو خيرُ دعاءٍ يمكنني اللهج به في هذه الليالي المباركة؟)

( و ما هو الدعاء المأثور عن النبي _ صلى الله عليه وسلم_ في رمضان؟ )


حديثي هنا لن يطول، وإنما هو ومضةٌ تذكرني وإياكم بحقيقة الدعاء؛ والذي ما شُرع إلا لسؤال العبد ربَّه من حاجات الدنيا والآخرة، ولزيادة الطمأنينة في قلب العبد أن له ربًّا يسمعه ويقضي له حاجته ويدَّخر له من الدعاء غير المستجاب أجرًا ورفعَ درجاتٍ في الآخرة،

وزيادةً في الفضل فقد منَّ الله علينا بأن جعل الدعاء عبادة يتقرب بها العبد من ربه


ومما لا شك فيه أن البحث عن مأثور الدعاء ودعاء النبي _ عليه أفضل الصلاة والسلام _ أمرٌ مشروعٌ بل ومحمودٌ أيضًا، على ألَّا يُؤَطِّرَنا ذلك بأُطُرٍ النصوص المحدَّدة، ظانِّين أننا بذلك نطبِّق مراد الشرع بحذافيره.


بماذا تدعو إذًا ؟؟؟


حسنًا، ما رمضان إلا موسم الخيرات، فاجعلوا من الدعاء فيه طلبًا واستزادةً من كل خير


*خذوا من مأثور الدعاء،


*واستحضروا أمانيكم وأحلامكم،

غوصوا في عوالمها

انسجوا منها حروفًا عفوية تخاطبون بها اللهَ مولاكم في ساعات السَّحّر، واسمحوا لأحاديث نفوسكم أن تطفو على كفوفكم التي امتدت متجهةً بالتضرُّع إلى الله


*بوحوا بكل ما يختلج صدورَكم من توبةٍ وعهود توثقونها بين يدي الرحمن


*ألقوا بأثقال قلوبكم وأدرانها من هموم وحَزَنٍ إلى بارئكم الذي تكفل بكفايتكم إياها بحوله وقوته


أرجوكم ألّا تجعلوا فكرة تنميق الدعاء وتَخَيُّرِ قوافيه تطغى على عقولكم إلى أن تسلبَكم الراحة في تلفُّظِهِ وتُشعرَكم بالعجز عن أدائه.


إنكم على اختلاف لغاتِكم ولهجاتِكم تخاطبون ربًّا واحدًا، أمركم بالدعاء وتكفَّلَ بالإجابة، فامتثلوا لأمره وأفرغوا ما في جعبتكم بعفوية وانسياب فطري دون تكلف مبالغٍ فيه


وكونوا على يقين بأن الله عز وجل الذي تدعون يعلم ما تخفي صدورُكم وهو الأعلم بحاجاتكم، فثقوا باستجابته من دعائكم ما من شأنه أن يُصلحَ حالَكم وتقرُّ به أعينُكم.


أنا هنا لأدعوكم أن تجعلوا من الدعاء حديثًا دائمًا مع الله، سواءً فاض على ألسنتكم أو تحركت به نبضاتُ قلوبِكم؛ فإنه والله فسحةٌ منحنا الله إياها برحمته دون اشتراطٍ منه لأسلوبٍ ذي قافية ولا إطارٍ رسميٍّ محدَّد.


أظنُّكم أدركتكم الآن السببَ وراء عدم احتواء هذا المقال لمجموعة محددة من نصوص الأدعية المأثورة، كما هو متوقع من مقال يماثله في العنوان. سائلةً الله في هذه الأيام المباركة أن يبلِّغكم رجاءَ قلوبِكم وحاجاتِ أفئِدتكم وأن يُطلقَ على ألسنتكم دعاءَ الخير الذي ينجيكم في الدنيا والآخرة.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا كتييير ديمة، من لطفك وذوقك🌹

ما شاء الله..أبدعتِ ريم ❤

اللهم امين، وفيك الله بارك أخي طارق

إقرأ المزيد من تدوينات ريم الصيرفي

تدوينات ذات صلة