ربما كل ما أحتاجه خطوة واحد أخطوها نحو نفسي …فكونوا سندي و راحتي،، هذا ندائي الأخير

عائلتي ، أحبتي و أصدقائي لم أعد أريد أن أحمل أعبائي لوحدي، ألا يقولون أن العائلة سند و أن الصداقة راحة

حين أكون معكم فإني أيضا غائبة عنكم، لا تغركم هذه الإبتسامة الزائفة.

هذه أنا التي لا ترونها:


..في قلبي سنين من البكاء، و يستمر قلبي في النبوض لكنه نبض ممزوج بالقلق و الوحدةـ تلك الوحدة التي أشعر بها و أنا بينكم و معكم، إنه شعور غريب و كأني أحاول أن أسمع أبكما يتكلم

أحاول أن أكتفي بالنظر إليكم لكني لا أستطيع أن أشبع وحدتي

لا أشعر بطعم ما افعله، كل شيئ يفقد قيمته تدريجيا،

الغريب أني أتقن إضحاكم، لكني لا أستطيع أن أشارككم الضحك. لا أتحدث عن تلك الإبتسامة العريضة التي أرسمها على وجهي. أجل فوجهي يبتسم لكن دغدغة السعادة ما عادت تأثر في.

و في الليل حين تكون كل أشيائي محررة، بعضي يطوق إلى الإستعباد، لا أريد غير تلك الأفكار المظلمة،

أتحدى نفسي و أنا أسمع بعضا من الموسيقى الحزينة، هذه الليلة يجب أن ابكي،

و أنجح في التحدي...

أبكي مطولا

و لا أعلم إن كان بكائي تحررا أم إستعبادا لنفسي,,,

كلما وقعت عينيا على المرآة مصادفة حتى تجنبتها سريعا ، أخاف النظر داخل تلك الروح المنكسرة،

لما من بين كل الأشياء التي أحببتها، لم أحب نفسي قط؟

هناك مواقف كثيرة فوق صدري ترهقني و كلام كثير في منتصف حلقي يخنقني، داخلي فوضى، إعصار و بعد الإعصار يجيء خمول غريب، أقبع في غرفتي أيام لا أستطيع فيها الخروج، حتى حين أجوع و يشتد بي العطش لا أبارح مكاني، ليس لأني أود الموت لنفسي، كل ما في الأمر أني لا أقوى على الحراك، جسدي مرهق

خاطري مكسور و أنا التي كسرته، أريد أن أعتذر لنفسي لكني لا أستطيع، فأنا لا أحبها ، لا أحب هذه الأنا التي يطلب منها الجميع أن تتغير،

إنها تلك الإنتظارات هي التي ترهقني، أحلام أمي التي يجب أن أحققها، كرامة أبي التي يجب أن أحافظ عليها، نظرات الإقتداء من إخوتي التي يجب أن أن لا أزعزها و مجتمع بأكلمه يضعني دوما في كرسي الإستجواب.

و كم أكره تلك الأسئلة التي تأتيني من أشخاص غرباء عني، يريدون أن يعرفوا عني كل شيئ، لا لشيء فقط لكي يحاسبونني، كي يقفوا على كل خطىء أرتكبه و يوجهون أصابعهم نحوي،

و أنتم تزقون في روحي تلك الإنتظارات مطالبينني بالتغير ، مظهري فتفكري فأحلامي إلى أن شوهتم داخلي، لما لم تتدركوا أنكم كنت تشقون في روحي جرحا عميق؟

لما لم تكتفو بي كما أنا بكل أخطائي و عيوبي§؟ لما لم تستيطعوا تقبل تفكيري البسيط و أحلامي التافهة؟

لما لا يعجبكم خارجي الخافت الذي لا يحب التبهرج و جوفي المعمق بالأحاسيس؟

حاولت من أجلكم أن أتغير لكني لم أعد أريد أن أكون صنيعتكم، أريد أن أملك نفسي من جديد، أن أحبها كما تستحق فأحبوني كما أنا حتى أحب نفسي..

ربما كل ما أحتاجه خطوة واحد أخطوها نحو نفسي …

كونوا سندي و راحتي،، هذا ندائي الأخير


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميلة جدا .. أحبي نفسك أولا بمعنى تقبليها بكل صفاتها بضعفها وقوتها ، تغيري للأفضل لأجلك .. يمكننا ارضاء الوالدين دون أن نكره أنفسنا ودون أن نصبح غرباء عن أرواحنا .. بالحوار والمحبة ستنتهي كل هذه الصراعات بداخلك ..

إقرأ المزيد من تدوينات أميمة فرحات

تدوينات ذات صلة