في النهاية، المواجهة والاعتراف بتلك المخاوف والآلام هو الطريق الوحيد للخروج من الظلام.

هناك كلمات بين السطور عالقة.

كحال لساني المخفق، لم تعد الكلمات كافية كي تعبر عن كل ما أشعر به،

أليست الحروف تعاتبني بهذا النفور ؟

حين تكون وسط النور يهرول إليك الجميع، يحبونك، يحتاجونك، يحدثونك و يشاركونك سعادتك،

لكنك حين تكون في أكثر الأماكن عتمة لا أحد يتجرأ على الإقتراب منك و فهم ما تمر به.

لا أحد يعلم ما داخلك، و رغم ذلك بعضهم يدعي معرفتك جيدا.

الجميع منشغل بالتركيز على نجاحاتك الخارجية و سعادتك الظاهرة لدرجة أنهم يهملون رؤية ضعفك و مخاوفك.

ربما لذلك تعود اللسان أن يكذب...

ربما لذلك لم تعد الكلمات كافية كي أعبر عن مشاعري، لأني أعلم أني وسط هذا الصراع وحيدة، صراع بين أشعة الشمس و ظله.

عندما تسطع أشعة الشمس، لابد و أن يكون هناك ظل. لكن الجميع معتاد على النظر إلى الأعلى وإلى الأمام، فيميلون إلى تجاهل الظل المظلم الذي خلفهم. تمامًا مثل الحياة، بعض اللحظات الأكثر ظلامًا التي نمر بها، نكون نحن الوحيدين الذين نعرفها. لا أحد يريد أن يبعد عينيه عن أشعة الشمس و يرى الظلام من أجل الآخر. أما من يقف فوق ذلك الظل فهو في الحقيقة وحيد، ينتظر من يمسك يديه و يجلبه وسط النور كي يتحرر من كل تلك الذكريات السيئة.

لفترة طويلة، كانت كتاباتي مظلمة وكئيبة، وربما لهذا السبب كنت دائمًا أتردد في مشاركتها، لأنني كنت أخشى أن أكون شخصا مكروهًا.

ربما كانت تلك الكتابات تخاطب صمت لساني، تخاطب مخاوف قلبي و تردد عقلي، ربما لأني منذ فترة طويلة لم أعد أريد أن أعترف بذلك الجانب المظلم الذي يعيشني.

إن العيش بين الضوء و الظل، بين السعادة و الحزن، بين الشجاعة و الخوف، ليس أمرا سهلا كما يعتقد البعض، لأننا عوضا أن نواجه الظلام و نحاول التغلب على آلامنا و مخاوفنا، نتجاهلها ونخفيها داخلنا. و في النهاية ذلك التجاهل هو ما يحبسنا في الظلام، لأن تلك المشاعر المكبوتة لا تختفي، بل تتراكم وتزداد عمقًا في الداخل. قد نظن أننا إذا تجاهلناها سنتمكن من المضي قدمًا بسهولة، لكن في الواقع، هي تتسلل إلى حياتنا بطرق غير مرئية، تؤثر على تصرفاتنا ومشاعرنا دون أن ندرك.

عندما نتجاهل آلامنا، فإننا نمنع أنفسنا من فهمها ومعالجتها. هذا الظل الداخلي يصبح جزءًا منا، يثقل خطواتنا ويمنعنا من التقدم نحو الضوء. فالظلام لا ينشأ من الألم ذاته بقدر ما ينشأ من تجاهله وعدم مواجهته.

Oumayma Farhat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Oumayma Farhat

تدوينات ذات صلة