كانت تسير بهدوء .. حتى ظهر لها النور .. ليدخل لقلبها ويسأل عن حالها بعد غياب

وفجأة .. قال لها النور الأعظم .. "كيف حالك اليوم"

ضحكت له وقالت بقلب مطمئن :" جيدة إلى حد ما.. أحاول أن أكون أفضل"

سألها .. "أترغبين بالبكاء"

صُدمت وقالت له بتعجب :"ألا يمكننا تجاوز مشهد البكاء ليوم واحد!"

طبطب عليها بنسمة هواء وقال :"ولكن هذا جزء من طبيعتك.. تحملين الكثير من المشاعر التي تخصك وأخرى لغيرك .. يمكنك إطلاقها والتحرر منها عبر البكاء .. لا بأس"

تعجبت .. وسألته :"لماذا حسمت أنها طبيعتي؟"

قال :"أنت هكذا .. روح متعاطفة مع نفسها وكل ما حولها.. تشعر بكل شيء أكثر من اللازم .. يمكنك أن تشعري بالطاقات من حولك.. وأنا من خلالك يمكنني اختبار مشاعر البشر .. يمكنني فهم طبيعتهم أكثر ..فهم مشاعرهم اللامنتهية .. من غضب وخوف، حب وكره، خذلان، فخر ،ذنب"

قالت له بتجهم .. "ألست أناني لحد ما؟ كيف لك أن تعذبني بكل تلك التجارب غير المحسوسة .. لمجرد أنك تريد اختبار كل هذا "

قال لها بعيون ممتلئة بالتعاطف والحب:"وكيف لي أن أكون أناني مع نفسي .. في النهاية أنت جزء مني .. ومن خلال هذا القلب الصغير ألا وهو أنت يمكنني معرفة المزيد واكتشاف غير المعلوم ..

لقد طورتي نفسك كثيرا ..حتى يمكنك ترجمة المشاعر لكلمات ولغة .. يمكن من خلالك أن أفهم كل شيء أكثر .. وأنت ستفهمين كل شيء .. سنرى الصورة بوضوح أكبر يوما ما .. سنراقب هذا التطور العجيب .. الذي خرج تماما عن السيطرة".

ضحكت بحب له .. وقالت :"كما تشاء .. سنكتشف المزيد على أي حال، هل من الممكن أن نسير معا بهدوء دون مشاعر ثقيلة وأفكار؟"

أجابها :"بكل حب وسرور"


ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة