من منا لا يهوى القصص الشعبي , كالذي يرويه الأجداد, يُعلِم فيه الحاضر الغائب, ويبعث فينا روح الخيال....
في قَصص الشعوب ... الأزليَّة سيّدة الموقف ، السّلسلة الدرامية الأطول والأعلى ثمناً ، لن تجد للفواصل مكاناً ، لا جدوى لحملةٍ دعائية في ظلِّ عرضٍ اعلاميٍّ مجاني .
في قَصص الشعوب ... اللَّعنات معدية ... ما تلبث أمةٌ أنْ تَرفع الرّكام.. حتى ترى الكلَّ قد ادَّاركوا فيها.
في قَصصنا... نستعرضُ الأطلسَ ، فأينما نولّي فثم وجه الموتِ..
لم تَطأ قدمايَ بيروتَ قطّ ، بل فعلت رُوحي.. وكأنني أعرفها ، أرسمها لياليَ طربٍ أصيلة وسهراتٍ صيفيةٍ وديعة ، قبالة البحر، تحت الجبل، خلف السهل ..تلك هي...
الواحدة مُنتصف النهار ، أجلس برخاءٍ على كرسيَّ الخشبيّ، أتمتّع بالرّوتين الأجمل ، أحتسي الشايَ المعتاد في استكانتي المعتادة ، مطيلة النّظر إلى أقصى ما تبلغُ عيناي .. ..حدود السّماء..... كلّ الحواس متأهبة ولكلّ منها نصيبهُ.. بنظراتٍ خاطفة أرمقُ شيئاً من سحر الورد المتراقص , انعكاس أشعة الشمس على كل ما هو ذهبي .... وعلى مسمعي ... حناجرُ ذهبية لِفرقة وطنية تشدو بكل شغف " كان عنّا طاحون ع نبع المي" ، حتّى صوت عرباتِ البيع المتنقلة يُطربني ... ونسائمُ عابرة من عبقٍ شرقي مجهول المصدر منقطع النظير ....
لم يكسرْ سكوني إلّا صوتُ أحدِهم متسائلاً :" كيف الطّريق إلى البحرِ..دلَّني ؟!"
ضحكت في سرّي، تنَهدت..." سيّدي، كُلّ الطرق هنا تؤدي إلى البحر !. "
البحر مِداد.. البحر حكايا وأسرار ....
أدرك أن بيروت الأمس ليست هي ذاتها، ولكني وجدتني لا أقوى على رسمها إلا كما أسلَفت ، وستبقى كذلكَ حتّى أراكِ، بيروت ، أو ترسمَ مخيلتي غيره... إن تجرُؤ ..!!
ومن نكبة ثمانية وأربعين الى نكبة عشرين عشرين , نسأل الله غفراناً الى أبد الآبدين ولا نامت أعين المسؤولين الى يوم يُبعثون....
بكرة بيخلص هالكابوس وبدل الشمس بتضوي شموس وعلى أرض الوطن المحروس رح نتلاقى يوماً ما جوليا بطرس
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
قمة الإبداع والله صديقتي 🥰🥰❤❤
اهلين وسهلين
أبدعتِ الوصف 🌿🌹♥️