في كل عهد جديد، يكتشف الانسان ذلك الفضولي الدؤوب ويؤمن بصورة أكبر أنه جزء لا يتجزأ من هذا الكون، بل ان الاجرام والسماوات والأراضي توجد بداخله!
سمعنا كثيرا وتيقنا أن هذا الكون إنما خلق وسخر لخدمة الانسان (جميع ما في السماوات السبع والأراضي والبحار وما تملكه من كائنات نعرفها أم لا تزال غامضة)، كل ما يوجد به ويحتويه فائدته يجب ان تعود لنا وهذا تكريم وتقدير من الخالق لبني البشر.
ولكن هل تفكرنا يوما انها جزء منا؟ نعم هذه السماوات وما بها من نجوم وكواكب ومجرات تبعد ملايين السنين، وهذه الأرض وما بها من خبايا وخفايا عظيمة نحن نرتبط بها وتزداد هذه الرابطة أكثر في كل فعل نقوم به مهما بدا بسيطا أو تافها.
هل لك أن تتصور ان رفعك لحجر من على الطريق من الممكن ان يغير موازين الكون لآلاف السنين القادمة؟ قد تنقذ بها عائلة كاملة من حادث طريق! وهل لك أن تتصور أن حركة جناح بعوضة في فلوريدا من الممكن أن تؤثر على حركة الرياح المتواجدة في اليابان؟ قد لا تتخيل هذا، ولكن لقد تم اثبات واقعية هذه الأشياء وتم إطلاق عليها مصطلح(الأثر المتتابع).
كل أولئك الذين يظنون أن لا فائدة لوجودهم تعود لهذا العالم، أفعالهم تشكل فرقا هائلا فيه، ولكنهم لا يدركون هذه الحقيقة. ولهذا السبب أمرنا ديننا أن نعمل أي شيء نشعر أن به ولو ذرة خير، فقد أمرنا رسولنا الكريم أن لو أتت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليفعل.
وأيضا الكون وما به من طاقات مختلفة تتوزع منها المغناطيسي ومنها الحراري وغيرها، جميعها تؤثر بنا نحن من الداخل. فمثلا عندما تتسارع جزيئات الغلاف الجوي وتتسارع جزيئات الاشعة الذرية الشمسية باتجاه الأرض تتحول هذه الجزيئات الى طاقة تسمى الطاقة الكونية، وهي التي نمتصها اثناء (التأمل)، فيتشكل لدينا حقل طاقي لا يحيطنا نحن وحسب، بل يحيط الأرض بأكملها!
ولكن لماذا هذا الأمر؟ لماذا خلقنا وخلق هذا الارتباط العميق اللامتناهي بالكون الشاسع؟ في الواقع هذا الأمر لحكمة كبيرة أرادنا الله أن نفهمها، فسبب وجودنا هنا هو تأدية الرسالة (تعمير الكون وعبادة الله)، وتسخير الكون لنا بهذا الشكل يعيننا لفعل جميع التكاليف التي ارادها الخالق سبحانه.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات