عندما يكبر الإنسان يتغير مثلما تغير الأشجار أوراقها، ربما ذلك التغير سيصبح جميلا أو سيئا فكل شيء ممكن إنها الإحتماليات وليست الدوغمائية

لطالما شعرت بالقرف من كل ما يحدث في هذا الواقع اللعين، النفاق الذي يعيش داخل كل نفس بشرية، والكذب الذي يغتصب جميع المواضيع اليومية، والتقرب الذي يشمل المصالح الشخصية، والحب الذي أصبح مجرد موضة في عالمهم اللعين.

حياتي؟ ماهي الا عبارة عن روتين فتاة كئيبة، تعد السنين المتبقية لها، بين أصابع يديها، التي ترتجف وكأنها أصابع عجوزة، المسكينة انها لا تعيش مثل كل فتيات عمرها تبدأ صباحها بصداع رأسها، والغثيان التي يمزق معدتها الضعيفة، تنظر في المرآة لترى نفسها وتتفاجئ ببريق عيونها، الذي ترتوي منه لتكمل الساعات المتبقية من ذلك اليوم هي لا تحب الحديث، ولا التجمعات ولا حتى الضوء، تكره ضجيج النهار، بمجرد أن تزيح ستار نافذتها لترى الشارع، تتمتم قائلة: تبا نفس التفاهات، أكره كل شيء.

03/04/2019

قبل شهر كبرت سنة أخرى في الحياة، أدركتُ أن الإنسان يتغير تفكيره كلما تقدم في العمر، لا يهم ما نوع هذا التفكير، ولا يهم إن كان ذا تفكير مشحون بالطاقة السلبية أم العكس من ذلك.

أتحدث عن نفسي قليلا، قبل 3 سنوات كانت لدي كتلة من الطاقة السلبية، تُعشعش في عقلي الباطني، ولم أكن أتخيل أن تكون النهاية بهذا التغيير المدهش، الإكتئاب يتجول بين أطراف الحياة، عبارة عن مطبات، المرض، الفشل، الركود، اليأس..... الخ.

في كل سنة أكبر فيها أعي أمورا كنت أجهلها في الماضي الذي ليس بالبعيد، ربما للموقف الواحد تتغير نظرتي له كل سنة، أراه بكيفيات مختلفة، إنني في هذه السنة أصبحت أشعر بالوعي الحقيقي، هذا الوعي يدهشني فعلا و يقلقني، أصبحت أتقبل كل وجهات نظر الآخرين، أن أتحمل تلك الأفكار التافهة، التي كانت تستفزني في الماضي ! أن أرى التصرفات التي يفعلها البعض دون ردة فعل مستفزة ! أن أرى الآخر يصطنع في حديثه وأسلوبه وأنا دون إنفعال ! أن أرى الأشياء التي كانت تزعجني و تستفزني في الماضي الٱن عادية ! شيء مرعب أليس كذلك! إنني في مرحلة الوعي الجاد.

انني في حديثي مع الٱخر أتسلل بسرعة إلى محاولة تحليل شخصيته، وأدرك ما نوع شخصيته، و ما الذي يؤثر فيه وأي جانب هو.

بعد اللف والدوران أعود تدريجيا إلى البحث عن كيفية تنظيم الوقت، لم يكن لدى في الماضي قيمة للوقت، لأن الفراغ جعل مني إنسان مماطل من الدرجة الأولى هه، أما الٱن فأنا مع سباق مع الوقت، لكنني ما زلت أعاني من مشكلة المماطلة إلا أنني انجز ذلك في ٱخر المطاف، أحقا اريد تغيير ذلك للوصول إلى المثالية!

المثالية!

لا أظن أنني سأرتقي إلى أن أصبح شخصية مثالية و لا اريد ذلك ، لان بعض من الفوضى تجعل حياتك غير مملة، المثالية مملة نوعا ما ولا تعطي القوة للشخصية.

ان تكون فوضوي و لكن بطريقة ذكية، تجعلك تنجح في الوقت البدل الضائع فكرة سديدة هه.

قبل فترة مررت بفوضى افكار عارمة جدا، إنه يحدث مع كل البشر أليس ذلك صحيح؟ اذا أنت من الذين مروا بمرحلة فوضى تهاني لك فأنت في طريقك للبحث عن الوعي الجاد، لكن حذاري أن تسقط في مستنقع المماطلة و الركود والعود إلى نقطة البداية.

أنا إنسان يميل إلى البساطة والعفوية الشديدة.

أنا إنسان أصبحت الأشياء التي كانت تخيفه في الماضي لا تخيفه.

أنا إنسان أصبح يفكر بمسؤولية نفسه، أن يرسم مستقبلا جميلا جدا يعوض فيه كل ما فاته أهذا أشبه بأحلام اليقظة!

أنا إنسان أصبح يحب الحياة بكل جوانبها.

أنا إنسان أصبح يستغل المواقف السيئة كتجربة للوقوف من جديد وبقوة.

أنا إنسان جديد كلما أكبر سنة.

لكن هذا يخيفني حقا أن أتغير و أحب الحياة فجأة، أن أسعى إلى الأفضل رغم الصعاب، أن أرى التفاؤل في وسط ركام الانسانية، التي تتأزم في العالم كل ما تقدم الزمن.

عزيزي القارئ، إنها الحياة علمتني كل هذا، أنت و انا و هو وهي، و كل هؤلاء نحن موجودين في هذه الحياة كما يسميه الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر "داز ٱين" أي الوجود، نحن الوجود وليس العدم.

إسعى خلف كل ما تجده أمامك في الحياة، ما دمت تتنفس و تشعر بوجودك في الكون إسعى فقط

هي الحياة لعبة قانونها الفوز ليس بالوصول أولا، بل بالوقوع والوقوع فرصة للنجاح من جديد.

04/10/2022


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف خواطر

تدوينات ذات صلة