ماذا حدث لتلك القائمة الطويلة التي تبعث بنفسك الحياة والتجدد والشغف؟

فقدان الشغف مؤلم، كدوامة فراغ كبيرة، تجعلك مشتتا وتائها طوال الوقت، لا وجهة لديك،

يصيبك بخلل كبير في مستقبلات الحواس بجسدك، ويلقي بهرمونات السعادة لديك في الهاوية.


لذا،

متى كانت آخر مرة شعرت بالشغف ينير زوايا روحك؟

ما الفعل الذي حين تمارسه تتألق به ذاتك وتنتقل حينها روحيا وفكريا إلى بُعد أعلى وأكثر تجليا؟

ما العادات التي تجعلك تشعر بالحياة ؟

متى كانت آخر مرة شعرت بلذة الدغدغة في ثنايا شبكات الأعصاب المتواجدة داخل عقلك؟

وأن خلايا المخ لديك بدأت بالتفتح والحواس لديك بدأت تتفعل من جديد؟

متى كانت آخر مرة ابتعدت فيها حقاً عن العمل؟ أخذت إجازة حقيقية بعيدا عن كل روتين وملل؟

متى كانت آخر مرة شعرت بها فعلا بالحياة .. شعرت بإثارة في حواسك؟

متى كانت آخر مرة شعرت بالحماسة؟ فكرت ببدء مشروعك الخاص؟

متى كانت آخر مرة، شعرت أن قصباتك الهوائية تتفتح بسبب السعادة والتجدد،

متى كانت آخر مرة قمت بها بشيء يجعلك تشعر بسعادة حقيقية؟

متى كانت آخر مرة استطعت شم رائحة جديدة .. أكلت وجبة غريبة، لمست بها مياه البحر ، شعرت بأشعة الشمس تقبل جلدك، تأملت جمال وجهك، قمت بشيء جيد؟

هل قمت مؤخرا بعمل أي من الأمور التي كنت تحلم بها؟

وشم جديد؟

تعلم لغة جديدة؟

وهل فعلا تعلمت العزف على البيانو أو أي آلة موسيقية جديدة؟

هل التحقت بأي من دروس الرقص؟

هل تعلمت الرسم؟

وماذا حدث مع الكتاب الذي دثره الغبار على رف مكتبك ؟ ألم تنهيه بعد؟

والقصة التي كنت تريد كتابتها؟ والكتاب الذي أردت نشرته؟

والمشروع الذي أردت العمل عليه؟

ماذا حدث بكل تلك الأحلام غير المنجزة؟

ماذا حدث لتلك القائمة الطويلة التي تبعث بنفسك الحياة والتجدد والشغف؟

هل أنجزت أيا مما كنت تريده يوما؟

وهل فكرت متى كان آخر يوم كنت تشعر به حقا بالامتنان والسعادة؟

ولو كان هذا آخر يوم لديك، ألا تحب أن تقضيه تماما كما تحلم؟

أن يكون مليئا بالشغف والحب والسعادة والبهجة؟ بعيدا عن روتين حياتنا وإجراءات تقيدنا،

وتعب يمنع عنا الحياة.



ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كنت أنتظر الجديد ! الجميع يحسن الحديث عن المشكلة لكن القليل من يحسن التشخيص ووصف الدواء .
ثم هل ستتوقف الحياة على وشم !

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة