رسالة معبقة بالحنين، مخضلة بالأشواق لبراعم الأمل الذين درستهم يوما
كتبت بفوضى الحب لهم، كتبت بقلب الحنين إليهم، كتبت بروح كساها الاشتياق، كتبت بأنامل مقيدة بألف شوق عسى كلماتي يمر بها أحدهم يوما ليعلم أني تعلمت معهم الأمل حتى أسميتهم ذات يوم:" براعم الأمل" عسى يقرؤها أحدهم يوما ويتذكر معلمتهم ذات القلب الشغوف!
أكتب بقلب طوقه الحنين، وبروح كساها الاشتياق
أكتب بأنامل مكبلة بألف قيد: قيد الشوق أولا، وقيد الشوق منتصفا وقيد الشوق آخرا
أكتب ولا أدري أي منطلق أقصده لأبحر نحو براعم الأمل
أأكتب عن الحب وحبهم لا أملك له وصفا!
أأكتب عن الأمل وهم براعم الأمل المخضر الذي ما يبس يوما!
أأكتب عنهم وأنا التي تنفر مني الحروف في حضرتهم!
أم أكتب عني وأنا التي لا أجيد كتابة نفسي معهم !
حسنا والحسن في حضرتهم سيد!
سأكتب بفوضاي التي أحدثها الحنين داخلي
سأكتب بدموعي التي تنسكب حارة على وجنتيّ شوقا واشتياقا
سأكتب بأناي المتوترة، المتقلبة...والطيبة:
كانوا منعرج النور في حياتي، صفحة العطاء اللامتناهي، و بحر الحب العذب.
شاءت الأقدار أن أكون لهم وأن يكونوا لي، فقط لأتعلم منهم: الأمل والحب والطيبة والعطاء والابتسامة الصادقة وأهم شيء البراءة، كنت كلما علمتهم شيئا أخذت من براءتهم قليلا وكأنها صفقة للتبادل، صفقة رابحة!
أحاط بنا اليأس منذ أول يوم: يأس مني جراء خيبتي، ويأس من مدرستهم عديمة الأسوار، قليلة المرافق، متهالكة البنيان...وحتى أنها بلا باب فكل الجهات تؤدي لفنائها! ومع كل ذلك ما يئسوا، ما ذبل الأمل في عيونهم لحظة، ما فارقتهم الابتسامة يوما، لم تتسلل أيادي اليأس العفنة لتلامس قلوبهم!
كنت كأي طَموح وصل لنهاية المضمار ولم يصل لغايته بعد، يئست، حزنت، وتألمت، ولكن هيهات يذبل من عاشرهم.
انطلقنا في رحلة العلم نحاول جاهدين الثبات على المسلك، وحين تعترينا رعشة التعب والألم جراء الظروف المحيطة نقف على الرصيف غير بعيدين عن المسلك، وننام على قارعة الطريق إذا ما كانت الظروف أقوى منا.
انطلقنا في رحلة العلم وكم تألمنا:
برد لانعدام التدفئة
خوف لانعدام السور والباب
تعب لضعف المستوى التعليمي
حزن لغياب النشاطات الترفيهية وصعوبة القيام بها
رحلات متعذرة، نشاطات مكلفة...و أدوات باهضة
انطلقنا في رحلة العلم وكم فرحنا:
تجارب علمية، ورشات مدرسية، حصص مرحة، نشاطات مختلفة، زيارات متنوعة، وحتى أننا جعلنا من فناء المدرسة العاري قاعة نتدارس فيها العلوم!
معا كنا الفوج المثالي ليس بالمستوى التعليمي وإنما بالأمل الذي رحنا ننشره في أرجاء المدرسة، في قلوب الزملاء، وحتى في قلوب الأمهات.
معا استطعنا أن نبني سورا للمدرسة ليس بالطوب وإنما سورا من الحب
معا قهرنا اليأس الذي جعل من المدرسة مرتعا له منذ سنين
معا استطعنا أن نتعلم، وأن ننجح
تغلبوا على اليأس بفطرتهم
و تغلبت على يأسي بأوشعة النور الممتدة من عيونهم، ورحت أستلهم العطاء من طيب قلوبهم، علمني كل واحد منهم شيئا، وإني الآن أذكر كل واحد وما علمنيه:
صبح: الابتسامة
شفق: الطيبة
دعاء: الاجتهاد
إسراء: الكفاح
لويزة: الرزانة
مأمون: السعادة
محمد الصغير : البراءة
إياد: الحب
ميلود: المرح
محمد: المثابرة
وعلمني الفوج مجتمعا: الأمل
أكتب الآن عنهم بعدما درست غيرهم، بعدما غادرت مدرستهم، وصدق حدسي الذي أخبرني منذ الأيام الأولى للقائي بهم أنهم: استثناء، لا يشبهون أحدا من الأطفال.
معا استطعنا أن نبني سورا للمدرسة ليس بالطوب وإنما سورا من الحب
كتبت بفوضى الحب لهم، كتبت بقلب الحنين إليهم، كتبت بروح كساها الاشتياق، كتبت بأنامل مقيدة بألف شوق عسى كلماتي يمر بها أحدهم يوما ليعلم أني تعلمت معهم الأمل حتى أسميتهم ذات يوم:" براعم الأمل" عسى يقرؤها أحدهم يوما ويتذكر معلمتهم ذات القلب الشغوف!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات