قلب أمي قنديلٌ لاينطفئ..ووجود والديّ قربي يُعلّمني أنّ الثقة بالله عروة وثقى لا انفصام لها

الفصل الثاني: قلب أمي ❤️


كان للحجر الصحيّ رهبته إلا أنّ وطأته فتَرتْ برفقة والديّ في أيامه الخمسة الأولى، كلّ شيء مختلف في حضرة الوالدين ، هل هي هالة الأمان والأنس التي تحيط بالمرء وكأنّ ذنوبه مغفورةٌ، أم صدق الابتسامة التي تخلع زيفها وحزنها بعيدا؟!نعمة لا يستشعر قيمتها إلا العاقل الممتنّ لفضل خالقه عز وجلّ.


اتخذْنا غرفة المعيشة مسجدا نؤدي صلواتنا في جماعة، إذ أنّ الأجدر باللبيب _ في هذه الأوقات _ أنْ يتحيّن الفرص كي يُقوّم اعوجاج حياته بالتضرع والدعاء، ولا يتّخذ الملل والقيد ذريعةً للتّشكّي كما فعلت الفئة الأكبر من الناس، ولعلّ التفاؤل والمرح هو الأنسبُ لاستحضار الخير في الوضع الراهن.حالات الإصابة بهذا المرض في ازدياد رغم الإجراءات الوقائية والاحترازية المتخذة من قبل وزارة الصحة والبعض في حالة من الترقب والتذمر والآخر في هزلٍ وسخرية، ولكنّ أمي وسط كل هذا تصنع لنفسها عيشا آخر ،

قلب أمي قنديلٌ لاينطفئ.. لطالما أدهشتني الرابطة المتينة بينها وبين الليل حين يُسدل ستاره الأسود، فتدّثر به وشاحا، لتخفي ما حملته من أثقالنا وهنا على وهن، هي لا تخشى هدوءه، ولا تنفكّ توقظه من موتته الصغرى لتنعم بنفحات البوح لخالقها فتمدّ خيوطا معقودة بالسماء، وتنأى بنفسها عن الخليقة جمعاء في فسحة من ضياء، فأجتهد بدوري لأتبوّأ حيِّزا يسيرا صوبها، فيخرّ قلبي ساجدا قبل جبيني، أما روحي فتهيم في ملكوت السماء تنقى في لحظات الابتهال وما إن تنتهي حتى تهوي عائدة إلى أرض الفناء، ليست مجرد عبادات حركية، هي فتحٌ من فتوحات النصر، انكسار ٌلشهوات النفس، ودحرٌ لمكر الشيطان، هذا ما علمتنيه أمي. ومع كل شهقة توسل وإذعان تهيمن على أمي الرؤوم ، يقوى يقيني أنني وإخوتي المعنيين بهذه اللحظات الجليلة،

وجود والديّ قربي يُعلّمني أنّ الثقة بالله عروة وثقى لا انفصام لها في ثباتنا على الحق، وبعظمته ورحمته ينحسر البلاء عنّا، فما أيقنتُ بعطاء الله يوما إلا أتاني ❤️


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

المُفردات، الوصف، والمشاعِر.. كدتُ أصدّق أنني أعيشُها 🧡

إقرأ المزيد من تدوينات سهى أبو الرب (سُقيا الظمأ)

تدوينات ذات صلة