صبحنا متعايشين مع الوضع الجديد وتأقلمنا على وجود البعض وغياب البعض الآخر
خلق الله سبحانه وتعالى الدنيا بميزان، فكلٌ مقدرُ لما هو له بالزمان والمكان، بالميقات والمعاد، بميزان. يختار الله سبحانه وتعالى الوقت الصحيح لتعيش الوضع الصحيح مع الشخص الصحيح فالله له حكمةٌ من ذلك كله.مثله مثل الوضع الراهن الذي نعيشه، زمن الكورونا، هو زمنٌ قد عايشناه في شاشة السينما، كان أبطاله يمثلون المرض والإعياء والحاجة، ولكننا اليوم أصبحنا من ضمن قائمة المشاركين في هذا العمل الحقيقي، الذي لم نلبث ان نعيي ونصدق كبر حجم المسألة، إلا ونحن نتلقى خبر حجرٍ صحي وتعقيمٍ وطني واغلاق لكل شيءٍ مكاني.أغلقت الشوارع وفتحت البيوت، بارت الطرقات ونبتت بساتين القلوب، أُظلمت السكك والحارات وشاع السلام والهدوء في كل الدروب. هكذا هي الأزمات يصحوا فيها من بيده التغير ويحفر رأسه في التراب كل من كان يتبع منهج التهريج والتطبيل. كان يعتقد البعض ان هذه الازمة ستكون نهاية العالم، ولكنها يوماً بعد يوم تثبت إنها بداية لأمورٍ عظيمة وما أجمل البدايات خاصةً إّذا كانت حقيقية بعيدة عن المثالية واضحة وصريحة وتقول للجميع ها أنا ذا.جميع البدايات في بادئ أمرها صعبه، ولكن لذتها تكمن في صعوبتها وبسبب صعوبتها نحاول مراراً وتكراراً لتذليلها وتسخيرها وتطويعها، لأننا أتقنا فن اللعبة وعرفنا من أين تؤكل الكتف.اليوم أصبحنا متعايشين مع الوضع الجديد وتأقلمنا على وجود البعض وغياب البعض الآخر وأدركنا قيمة الوقت أكثر من أي وقت مضى لان الأربعٌ وعشرين ساعة تقلصت،
نعم اصبح الوقت برقمه صغيراً ولكن بمعناه كبير ، ازدادت قيمة احترام الوقت و صار الوقت هو أكثر الاشياء قيمةً، والتاسبق لانهاء كل شيء قبل سماع الصفارة كانت الهدف الوحيد قبل ان تدق الساعة لتعلن انتهاء الوقت المحدد للحرية . لكن أجمل ما كان يحدث ان ساعات الحرية أصبحت تنتهي بنهاية جميلة وسعيدة في تمام الساعة الرابعة مساءً بتوقيت غرينتش.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات