وهل انت بالفعل قارئ حقيقي ؟ ام انك يا عزيزي وجدت مساحة للقتال فشمرت عن ساعديك؟!
هل أنت قارءٌ حقيقي ؟!
مع حلول (عام) القراءة والذي اقترحت مع أحد الصحفيات ذات مرة حين محاورتها لي في لقاءٍ صحفي أن نضيف حرف (اللام) ليصبح عالم القراءة وليس عاماً نحتفل به فحسب، فالقراءة لابد أن تكون في حياتنا عادة ومن الممراسات اليومية التي نسعى للمحافظة عليها وتورثيها للأجيال من بعدنا، وليست مجرد هواية نتغنى على أطلالها في المهرجانات والمعارض والأمسيات. يقولون أن فاقد الشيء لا يعطيه، لذلك التظاهر بحب القراءة والسعي وراء لفت الإنتباه والأنظار ليشار إلى بعض الناس بالبنان ويُقال عنهم (قارئين نهمين ) لهو أمرُ مشين جداً، خصوصاً وإننا أصبحنا نعيش في واقعٍ مليء بالمظاهر،وأصبحت كاميرا الهاتف المحمول أول من يشهد على العديد من الظواهر التي تبدي في واقعها الإيجابية و هي في الباطن ليست إلا نفاقٌ اجتماعي (على شوية بهرجة).عزيزي يا من تقرأ هذه الحروف، أوجه لك هذا السؤال، هل أنت قارئٌ حقيقي؟ أم إنك قد صنعت من نفسك قارئاً من خلال المتابعات (الإنستجرامية ) وكونت في عقلك قاعدة نقدية لبعض الكتب الموجودة في الساحة الإلكترونية و المروج عنها عن طريق كتابة (هاشتاق) قبل إسم الكتاب لتتعرف على من أعجبهم الكتاب من غيرهم؟ إلى أي مدى تعتقد بأن آراء الناس قد تخلق جواً من الرأي العام؟ ذلك الرأي الذي يجعلك تحكم على كتابِ أو كاتب نظير آراء الناس والأشخاص في العالم الافتراضي عنه.عندما أبحرت ذات مساء في أحد التطبيقات الإلكترونية والتي تعنى بعرض و نقد الكتب، أجد (تقطيعا) بالحرف والسكين ينهمر انهمار المطر في الشتاء على (الكاتب) كشخص،متناسين فحوى الكتاب وما يعرض به؟ فيتبادر إلى ذهني سؤال؟ هل هذه الفئة التي أتقنت فن (إسفاف) الكاتب تعتبر نفسها فئة قارءة؟ تستطيع أن تضع علامة فارقة على خارطة الأدب العربي و الذوق العام؟ و هل من الممكن أن تكون طريقتها في النقد الهادم هي الطريقة التي سوف يتبعها الأجيال فيما بعد ؟ أسالةٌ كثيرة تجلت أمام عيني وأنا أرى المعارك الطاحنة والأسلوب الإستفزازي والمزري الذي يقوم به بعض الأشخاص مِن مدعي القراءة في ذلك التطبيق الذي وضع لعرض الكتب وعرض آراء الناس عن (الكتب) وليس تطبيقا لتحليل شخصية الكاتب. الغريب في الموضوع أنهم يدرجون السب و الشتائم تحت مظلة (حرية الرأي العام في النقد) متجاهلين أن هناك آدابٌ عامة وقوانين لنقد الأعمال لا الأشخاص، لأن فن النقد الحقيقي يبنى على أسسٍ أدبية وعلمية بعيدة كل البعد عن التدخل في أصل و جنس الكاتب. و للحقيقة فقد رأيت أن البعض اتخذ من هذا التطبيق البريء أداة ووسيلة لشن حرب الألفاظ البذيئة على الكتاب. و السؤال الحقيقي هنا لمذا هذه الحرب ؟! وهل انت بالفعل قارئ حقيقي ؟ ام انك يا عزيزي وجدت مساحة للقتال فشمرت عن ساعديك؟!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
رائع❤️❤️❤️
تدوينة موفقة ..رائع