أحبها بطريقة مختلفة عن الجميع ، وأهداها دنيا من الحب والاهتمام على طريقته الخاصة، الطريقة التي لم تعتد عليها ولم تعيشها من قبل ابداً،

اســــتـــثـــنـــائـــــي

يمر في حياتنا العديد من الشخصيات التي ما تلبث ان تدخل معها في علاقة أيا كانت مسماها صداقة او اخوة او محبة حتى ترى جميل اقوالهم قد فسد بقبح أعمالهم، الأمر الذي لا أستطيع ترجمته هو كيف لبني آدم ان يستطيع التمثيل وان يجيد الدور كأنه سيناريو محبوك ومكتوب امامه، يجعل من معه يغرق في تفاصيل الحب والغرام والهيام غير آبه بمشاعره التي تكونت تجاهه، كل ما في الحكاية انه يريد ان يشبع جوع الغريزة التي تتملكه في تلك الحظة فقط ومن ثم يختفي كبخار ماء ويتلاشى في الهواء.

للأسف يتم الجمع بين الغث والثمين بسبب كثرة الطالح وقلة الصالح وبسبب هذا الشي يؤخذ ذلك بذنب الاخر، مع انه ومن الأساس لم يخلق الحب للعب والبعثرة بل خلق للمودة والرحمة والسكينة النفسية.

العديد من الأشخاص يستخدمون الحب كوسيلة للتسلق والصول لمرائبهم الشخصية وهذا هو الحال مع الجميع ولكننا نعلم بأن التعميم لغة الجهلاء وأن لكل قاعدة شواذ، لذلك يرزقك الله سبحانه وتعالى بأشخاص تستعجب وتستغرب انهم من بني البشر لما يمتلكونه من صدق اقوال مقرون بأفعال.

قد تستغرب في البداية من وجود هذه الفئة من البشر لان الأساس الذي ترسخ وتكون في عقلك بان الجميع يكذبون، ولكن لله في خلقه شؤون، تبقى دائما فئة قليلة مما رحم ربي هي الفئة الصادقة قولاً وفعلاً وعملاً.

يحبونك كما انت ويتقبلونك بعيوبك، يهبونك كل ما يملكون، هم استثنائيون في حبهم وهم في الأساس اشخاص استثنائيون.

هو أحبها بطريقة مختلفة عن الجميع، وأهداها دنيا من الحب والاهتمام على طريقته الخاصة، الطريقة التي لم تعتد عليها ولم تعيشها من قبل ابداً، وهي صنعت له من الأيام المتبقية له ثلاثينَ يوماً من السعادة، اجتهدت فيهم جداً لتصنع ذكرى خالدة في مخيلته، يستطيع ان يولد معها من جديد كبداية قصة عشق كلما اشتاق لتلك الذكريات، يستطيع بها حتى وأن أصابه الشيب وهو في المشيب ان تظل هذه الذكرى راسخة في عقله وقلبه لا يغيرها الزمن.

وهو بدوره أهداها قلباً نابضاً بالحب ورد لها حياتها بعد ان شارفت على الانهيار، احتواها فكان لها الاب والأخ والصديق والسند، الى ان أصبح الحبيب الذي امتلك كل خلجات نفسها، استطاع ان يحول دموعها الى ضحكات وارضها البور الى بستان ورد وواحة غناء، بصدقه احتل قلبها وكل حجراته الأربع.

هو الاستثنائي المتفرد والمختلف بجميع المقاييس، قد يراه البعض غير قابل للعشرة وهي ترى بان العشرة لولاه لم تكن. هم يرونه صعب المراس وهي تراه بقلبها وعينها كل الناس.

هكذا هو الحب الحقيقي الصادق ينتشلك من الحضيض ليرتقي بك الى اعلى عليين، يجعلك مزدهراً وقوياً، تكمن قوة الحب بكمية الصدق التي يتم على أثرها بناء اساسات العلاقة السامية والعميقة.

كان يعاملها كأنها الوحيدة في حياته وكانت تتعامل معه كأنه حياتها بأكملها، أحبها بصدق فأحبته بكل ما تملك من شعور وإحساس وكان الرابط الأساسي والمقدس في هذه العلاقة وهذا الكم الهائل من الحب هو الصدق والأمان، شعوران متلازمان ما ان يهديه أحد الطرفين الى الاخر حتى يشعر بانه ملك الدنيا بما رحبت.

يأتيك من ستثنيك عن جميع البشر ليمنحك المشاعر الحقيقية والحب الصادق الذي لا تحده ظروف او تمنعه حدود ولا تنهيه طول مساقة او كثرة غياب، ليولد الحب في كل لحظة ويكبر مع مرور السنين ليكون خالداً مخلداً وسنداً الى يوم الدين.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

♥️♥️♥️♥️

إقرأ المزيد من تدوينات شهد العبدولي

تدوينات ذات صلة