لو تم تخييرك في أن تكون أو لا تكون.. أن تعود إلى الأرض مجددا؟ ماذا تختار؟
بالرغم من أن التجربة البشرية ليست بالسهلة.. وهناك الكثير من المشاعر الثقيلة، من ألم، خيبة، خذلان، حزن، قلق، وحدة،
هناك حتما الكثير من الأيام والأشهر ولعلها سنوات التي تمر على الإنسان التي يشعر بثقلها ووجعها وصعوبتها.
هناك الكثير من الليالي المظلمة التي يعيشها الإنسان.
وبالتأكيد لا يمكن التغافل عن الكوارث التي تصيب البشرية سواء بسبب صنع الإنسان أو الطبيعة.
هذا ليس تشائما هذا واقع الحياة.
إلا أنه، حقيقة .. لو عُرض عليّ العيش مجددا على الأرض، والتجسد مرة أخرى، وتكرار التجربة، سأقبل بكل تأكيد.
فكرت، أني، قبل تجربة الوجود، كنت في اللامكان، كنت في حيز عدم المعرفة أساسا، لم أكن أعلم ماذا يعني "الوجود"، ولم أملك أي معلومات حتى عن ماهيتي أنا، لكن الآن أصبح الأمر مختلفا.
كان من الجيد أن أعرف وأتعلم وأتطور وأنمو وأزدهر.
كان من الجيد أن أحظى بفرصة التعرف على نفسي والكون.
أريد أن أستمتع بلذة الشوكولاتة، أن أشعر كل صباح بلذة الصحوة التي يعيشها العقل بعد فنجان من القهوة، والدفء الذي تشعر به في دمائك بعد عناق طويل مع والديك أو شخص تحبه.
الفراشات التي تحوم حول رأسك حين ترى طفلا يضحك أو قطة تتشقلب.
الاحتواء من جو ظريف، أو مطر لطيف
الانبهار الذي يُفسح مجالات أوسع في صدرك لحب الحياة حين ترى جمال ألوان الغروب وإبداع الطبيعة وكل ما تحويه من معجزات التنوع.
يعني بالنهاية، هناك فرح دائما يزورنا بعد كل كرب، وراحة بعد كل تعب، ولذة اكتفاء بعد كل عوز،
وضحكات تصدح عاليا في كل مكان بعد الليالي المظلمة الممتلئة بالتشظي والبكاء.
هناك لذة في البناء بعد الانكسار.
وهل فكرت وشعرت بالمتعة في مصاحبة نفسك والتعرف عليها؟ في محاولة بنائها وتشكيلها كما تُفكر وكما تُحب.
لو لم تكن هنا، لما كانت هُويتك هنا أيضا. لما كنت أصلا.
وهذا نحن الإنسان، لسنا كاملين، ولم يُطلب منّا ذلك. في صراع دائم ومستمر في حرب إيمانيات، للحفاظ على هُويتنا.
لا يُطلب منا أن نكون ملائكة وجند مجندة، لكن علينا أن نبذل كل جهودنا بأن لا نكون شياطين أيضا.
الطريق هنا معبد بالكثير من الشر ولكن علينا أن لا ننسى الخير
علينا أن نقف دائما بجانب الحق والخير، أن نُعلي كلمة الجمال مقابل البشاعة التي تحاول التمكن من هذه الأرض.
التعليقات